صفحة الكاتب : عدوية الهلالي

كومبارس (صامت) 
عدوية الهلالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

وصفها الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش بالطاعون ، ويصفها البعض ب(الخنزير ) فهي تفتك بالبشر وتعيث بالارض فسادا ، لكنها تختلف عن الطاعون والخنزير بأنها تعشق الظهور بمظهر (المصلح) احيانا فتعمل على ترتيب ماأفسدته بيديها ليس حبا في الترتيب بل لجني ثمار الخراب الذي تحدثه في العالم ..
أمريكا اطلقت شرارة (تنظيم القاعدة) وعاشت دور الضحية لتنشرثقافة التطرف في العالم ، ثم سعت الى تأليف واخراج مسرحية (الربيع العربي) وجسدت دور (راعي الديمقراطية) في الشرق الأوسط ،ومن ثم انجبت طفلها المشوه (داعش) لتنشر الارهاب في العالم وتنبري بعد ذلك لمحاربة الارهاب ومناهضة التطرف ...
أمريكا لم تعتد على الاحلام ..انها تسعى الى تحقيق  احلامها وتحصيل مصالحها وتجيد استخدام أدواتها في الاماكن التي تنصب شباكها فيها ، والطريف في الأمرانها تلقي بتهم جرائمها على من يسهل تنفيذ اهدافها ثم تعود لتبرئته منها بعد ان تبريء نفسها ويتحالف الاثنان لتنظيف المنطقة من  الارهاب  والتطرف ،وهكذا ، تكمل أمريكا نسج فصول مسرحيتها الهزلية ولايضيرها ان تؤدي ادوارا  تهريجية فيها فالامر يستحق :نفط وقواعد امريكية ثابتة وثروات مباحة واراض مهيئة للاستثمار وانعاش الاقتصاد الامريكي مقابل ان تنظف امريكا المنطقة من آثار قذارات كانت قد القتها فيها وتزيل آثاردمار كانت من اهم اسبابه ..لم يعد غريبا ان يشاهد المتفرجون العرب الرئيس الامريكي وهو يحضر قمة اسلامية رغم انتقاده الدائم للمسلمين من قبل وان يمارس طقوسا سعودية فيؤدي مع ملكها وامرائها رقصة (العرضة) ثم يصف  الارهاب  بأنه معركة بين الخير والشر وان مادفعه الى مناهضة الارهاب هو حرصه على دماء الابرياء ....ولم يعد امام الممثلين الآخرين في المسرحية الا أن يتقنوا الدور ويعيشوه ليساعدوا على نجاح المسرحية مادامت هي الأمل الذي سيحقق التوازن في المنطقة ويعيد اليها استقرارها وينشر السلام بعد حزمة  من الحروب الخاسرة ...ملك الاردن –على سبيل المثال- يطالب بمعرفة العدو من الصديق في معركة القضاء على الارهاب  وكأن العالم العربي لايعرف انه يجالس عدوه ، بينما يطالب الرئيس المصري بمحاربة كل من كان عونا وداعما للارهاب سواء بتدريب مقاتليه على ارضه او علاج جرحاه على ارضه او التبادل التجاري معه او التبرع له بالمال وكأنه يجهل من يقف وراء ذلك....من جهتها ، سارعت السعودية الى انشاء مركز لمكافحة الفكر المتطرف لتعلن عن سلامة نيتها وستجتهد في ملاحقة لهجات المتطرفين وافكارهم ومنشوراتهم على النت لتصطادهم ،في الوقت الذي استمع كل  العالم العربي الى تلك الافكار المتطرفة علانية عبر قنوات فضائية ومواقع سعودية معروفة .....
مطلوب منا الآن ان نصدق احداث المسرحية وان نصفق لها اعجابا فهدفنا جميعا اصبح واحدا وهو سيادة السلام وبدء مرحلة التنمية والنهوض الحضاري لشعوبنا التي انهكتها الحروب وشرذمتها المؤامرات الخارجية والخلافات الداخلية ..مطلوب منا ان نمحو من ذاكرتنا كل مافعلته امريكا وقريناتها لنصنع معها المستقبل ولايهمنا ان يكون الثمن دماؤنا وكرامتنا وثرواتنا فنحن في بداية الامر ونهايته مجرد (كومبارس) صامت في مسرحية كبيرة !!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عدوية الهلالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/05/25



كتابة تعليق لموضوع : كومبارس (صامت) 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net