صفحة الكاتب : مرسى علي

الأم في زمن التكنلوجيا الرقمية ..
مرسى علي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

فتح هاتفه .. كتب تغريدة عن الأم ، ثم أدار  محرك مركبته وانطلق، بينما والدته كانت بآخر الشارع تنتظر سيارة أجرة للذهاب  إلى الطبيب ...
مع الأسف الشديد صرنا نسمع ونلمس  الكثير  من هذه الحالات في عالمنا الرقمي اليوم !
ماذا لو فكرنا لوهلة بسيطة وتمعنا في قوله تعالى :
( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ المصير) سورة لقمان آية١٤ .
توضح  الآية الكريمة عظمة الوالدين وما لهما من جميل عظيم وفضل كبير على الابناء  وخاصة (الأم ) هذا الكائن المكنون بكل معاني الرحمة والرأفة والمحبة وكأنها واحة من الجنان ، الحاضنة لكل مسميات الامان ..
الام .. نبع الحنان الذي لا يجف ابدا ، مهما عصفت بها  الازمان وتقاذفتها الايام وجرفتها  رياح الهم والغم الى شواطئ الحزن ..
 الام .. تلك العظيمة التي امست فسما بين الناس لعلو مقامها عند الله تعالى و قيمتها العليا عند الابناء الصالحين ما جعلهم يقسمون بها بأغلظ الايمان ( بغلاوة امي إذا كانت على قيد الحياة ) و( روح امي إذا كانت قد فارقت الحياة) .. وما اجمل ان ينادى بها (يا امي) من ناس آخرين..
 الام .. محرك عاطفي متدفق الى ما لا نهاية لما لهذه الحروف الاربعة من سحر يخترف النفس ويجتاح الجوارح .
الام .. قدسية بلا حدود لا يشعر بها الا من ابتعد عنها وحرم من حنانها  سواء كانت ما تزال في الحياة او بعد الممات .  
الام ..صاحبة المنزلة الكبيرة والموقعة الأثيرة التي لا غنى لمخلوق عنها  ولا يمكن معادلتها بأي شخص لأنها الرقم الوحيد الذي لا يقبل القسمة ابدا .. الم نرتم في أحضانها عند شعورنا بالضعف بحثا عن الملاذ الآمن على صدرها وانفاسها ..
الام .. كائن رباني  بصغر الانسان امام قامتها كلما كبر  ويضعف امام هامتها كلما تقدم به العمر وما دونه فهو .. عاق .
الام .. عبق الحياة ومحراب العبادة وكنز الهبات وبخور السعادة التي تبعث فينا كل شحنات النشاط والايمان ..
الام ..اشراقة الامل وفجر الامنيات وامتداد الحياة  .. اسأل الله تعالى العناية الربانية المركزة بأمي وبجميع الأمهات في عصر الرقميات ..
ربي أعني على خدمتها وارزقني رضاها لان رضاك من رضاها واعوذ بك من عقوقها ..اللهم آمين وصل الله على نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين  ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مرسى علي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/05/17


  أحدث مشاركات الكاتب :



كتابة تعليق لموضوع : الأم في زمن التكنلوجيا الرقمية ..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net