صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

استقصاء أثر المعنى تقنية الأنسنة في مجموعة (أيها الصبح تنفس) أنموذجاً
علي حسين الخباز
 حين يكون المنجز الشعري واعياً لما يمتلك من إبداع حقيقي، يختار اسلوبيته المتميزة في حمل حيثيات الموضوع الى المتلقي عبر قنوات قادرة على الحضور، ومجموعة (أيها الصبح تنفس) آخر منجزات الشاعر المبدع (احمد جاسم العبيدي)، فهذه التجربة لها خصوصية بعث روح المعاصرة داخل بنية الأصالة بما يشكل ثورة في المنهج الانسني، واحياء الجمادات كأساس تقني يمنح القصيدة سعة من الدلالية 
(وكــبّل الغدر أوداجا براثنه.. شَدّتْ على منفذ يفضي الى الذاتِ
فالطُم بكفّك وجه الليل ضلّلنا.. لم ندر درب الضحى بين المســـــــاراتِ) ص13
 تقنية الأنسنة سعي أسلوبي لتقصي اثر المعنى ومنحه بعداً تأثيرياً في العمق المضموني: 
 (إن يثمل الوقت والأميال تكسبني 
                 ما كنت يوماً لها أعني بإلحاحي 
 لا ترمِ ذنبك في اوداج ساقية 
            اجعلْ ربيعك مسكونا بأرواح) ص27 
 وهذه الأنسنة منحت شاعرها العبيدي امكانية ضخ القيم الجمالية لتهذيب مباشرة القصيدة العمودية، ولتبعد عنها التقريرية، فعملت على نثر المعنى داخل التجانسات الشكلية، بمعنى أنه تحرر تعبيرياً من انفلاتية النثر، وجميع هذه الاشتغالات المتنوعة بقيت داخل حدود الوزن والقافية، استخدم اسلوب تثوير الخطاب عن طريق الأنسنة، وبعث الروح في الجمادات: 
(مذ برعم اليأس في قنباص أشرعتي
               ألغيت لهوي وما جددت أشواحي 
وباض قُبّرُ أوراقي بما حملت 
             تلك الأجندة في عشّ على راحي) ص30
تبرعم اليأس.. أخذت هذه الجملة طابع (النبتنة)، وفي الجملة الثانية نجد فيها أن القُبّر يبيض وكأنه عمل على (حيونة) القُبّر، والتثوير الذي نقصده هو التحديث مع الالتزام بروح القصيدة وجعلها أرضية خصبة للتوظيف الحداثوي، وارتقاء بمستويات التخاطب استثمار لعدة اساليب دلالية: 
(حبي عظيم للخلاص، وخافقي 
                 قرع الدفوف بجوقة الإنشاد 
همٌّ تناوش أضلعي بمطارق 
            مذ بحت في ريقي على ميلادي) ص49 
والتحديث لا يعني تغيير الشكل بقدر خلق اقناع مضموني متوهج مع حداثوية تركيب الجملة الشعرية، يعمل لصناعة خيال يخلق لغة أخرى، وهذا هو روح الابتكار. لقد رحل الشاعر الى ربه وهو يعاني النزوح القسري حيث جاء اجله في المحمودية  واهل المحمودية اقاموا بالواجب فخير ما نهديه لشاعرنا هو قراءة سورة الفاتحة

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/05/10



كتابة تعليق لموضوع : استقصاء أثر المعنى تقنية الأنسنة في مجموعة (أيها الصبح تنفس) أنموذجاً
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net