صفحة الكاتب : قيس النجم

أجيالنا على طريق الموت سائرة فإحذروا!
قيس النجم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يوجد أناس لهم مواقف أصيلة، سيذكرها التاريخ بأحرف من نور، وأيضاً هناك أناس لا يملكون إي موقف، وتجدهم لا يسمعون ولا يقرؤون، والكثير لا يريد أن يتحمل المسؤولية، متناسين أن مقومات النجاح، تبدأ بتحرير العقل من كل أنواع الجهل بمسمياته الزائفة.
المجتمع الذي لا يعترف بإنسانية الشخص الصادق، الطموح ذو النية الصافية النقية، الداعية الى الإستقامة والنزاهة، عليه أن يراجع نفسه، لأن انعكاسات التربية الرديئة لا تشمل الشارع فقط، بل حتى البيت والعائلة مشمولة بمصائب هذه النهج الخاطئ. 
تهميش الحريات وإحباط القيم العليا، وإشاعة الابتذال، ونشر سياسات مناهضة للعدالة، والمطالبة الدائمة بالكرامة المسلوبة، والسير بطريق التطرف والعصبية، هي إرهاصات تساعد على فشل معنويات أجيالنا، وتقلل من تحملهم للمسؤوليات الملقاة على عاتقهم، لأنهم مشاريع المستقبل، ومن الضروري وضعهم على الأسس الصحيحة في صناعة القرار، بمستقبل البلد دون تعصب أو طائفية.
ما يجب الإشارة اليه الآن هو الإستقرار، وهذا يعني مجموعة متداخلة من قيم التعاون، والتسامح، والتخطيط، والتنظيم، لتحمل المسؤولية بشكل واقعي، ومعتدل، وشجاع، لنصل الى ذروة التكامل والثبات في مجتمعنا المعاصر، الذي ينادي باحترام حقوق الإنسان، والمواطنة، وحرية الرأي والمعتقد، حتى يكون العراق ملاذا آمناً، ومصدرا للعطاء والديمقراطية المستقرة، وهذا ما نبتغيه من رجال الوعي والإخلاص، والمثقفين بكل اختصاصاتهم.
إن أزمة الوعي وعدم الإخلاص، والهروب من المسؤولية، أصبحت قيماً شائعة بين أفراد المجتمع، فنجد أن الأفعال لا تطابق الأقوال، وهذه من أشد الأزمات التي تعصف بأحوالنا، فالحضارة، والحرية، والديمقراطية، والانسياق وراء التطور الزائف، والغطاء المتشدق بحقوق الإنسان، أمور كلها جعلت العراق يعيش حالة من الخوف والإرتباك، وإن الخطر الأكبر الذي يهدد بلدنا الآن، هو محاولات محو ثقافتنا الدينية والوطنية تحت ذرائع شتى، سيما وأنها ستمنح الفرصة للآخرين في تحقيق مآربهم غير المشروعة، فلات حين مندم.
الإهمال واللامبالاة هما من مخلفات الجهل والإستبداد، وكان لهما أثارٌ عميقة في تنشئة الأجيال سلبياً، وبين أزمنة نتقلب فيها ذات اليمين وذات الشمال، تستيقظ حكايات الأجداد حين تروي صراعا داميا، لا هوادة ولا استكانة فيه، متناسين بأن بضع كلمات قد تكون بلسما للجراح، حتى تقفز عبارات الحكمة الى أذهان هذه الأجيال، لتختصر الكثير من المواقف، وتعطي دروسا عظيمة بكلمات قليلة، ليوضع الساعد فوق الساعد، وليعفو الكبير عن الصغير، ولننسى الماضي الأليم، ونعيش الحاضر، ونرسم المستقبل، وليتسامح الإخوة فيما بينهم، ولينفض غبار الطائفية والعداوة، إمتثالاً لتعاليم ديننا الحنيف.
ختاماً: من أجل أن يحظى الناس برضا الخالق المعبود، ولنسير في طريق الإصلاح والفلاح، علينا أن ننشأ جيلاً واعياً ومثقفاً، وهذا لن يحدث إلا بالإخلاص والوعي، وتحمل الأعباء بنية صادقة، وصولاً الى تحقيق الطموحات، فما أجمل النجاح عندما يكون حليفنا، يوم لا ينفع فيه إلا صالح الإعمال يا سادتي. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قيس النجم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/05/01



كتابة تعليق لموضوع : أجيالنا على طريق الموت سائرة فإحذروا!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net