صفحة الكاتب : هشام الهبيشان

ليس بعيداً عن حروب الإعلام ... ســـوريــــــة تنتصــــــر !؟
هشام الهبيشان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بغضّ النظر عن نوايا واشنطن بحديثها عن نيتها مهاجمة قواعد عسكرية للجيش العربي السوري مجدداً، وبغضّ النظر عن التحالفات «الباطلة… التقسيمية الطائفية» التي يتمّ تشكليها بين ليلة وضحاها، وحتى دون علم المنخرطين بها، بحجة محاربة «الإرهاب المصنّع والمنتج من قبل بعض الأنظمة المنخرطة في هذه التحالفات»، مع أنّ خفايا ما وراء الكواليس تؤكد أنّ هذه التحالفات تحوي الكثير من الأجندة الخطيرة على مستقبل هذه الأمة وهذه المنطقة»، ونعلم جيداً انّ المستهدف بهذه التحالفات هو سورية الدولة التي تحقق اليوم انتصاراً فعلياً على أرض الواقع على مؤامرة قذرة استهدفتها طيلة ستة أعوام ونيّف.   
 
 
 
 
هنا لن ندخل في تفاصيل هذه التحالفات، فما يهمّنا اليوم من كلّ هذا هو أنّ سورية استطاعت خلال هذه المرحلة وبعد أكثر من ستة أعوام على الحرب عليها، أن تستوعب حرب أميركا وحلفائها، وهي حرب متعدّدة الوجوه والأشكال والفصول، وذات أوجه وأهداف عسكرية واقتصادية واجتماعية وثقافية، ومع انكسار معظم هذه الأنماط من الحرب على أبواب الصخرة الدمشقية الصامدة، وفي هذه المرحلة تحديداً يطلّ علينا يومياً مسؤولون وساسة وجنرالات غربيون وإقليميون، يتحدثون عن تعاظم قوة الدولة السورية بعد مراهنتهم على إسقاطها سريعاً، فالقوى المتآمرة على الدولة السورية بدأت تقرّ سرّاً وعلناً في هذه المرحلة، بأنّ سورية قد حسمت قرار النصر وبدعم من حلفائها الروس والإيرانيين وغيرهم، فسورية الدولة اليوم تسير في طريق واضح المعالم لتكوِّن محوراً جديداً في المنطقة، بل في العالم، رغم ما تعرّضت له من أعمال تدمير وتخريب وجرائم ارتكبت في حقّ شعبها من قبل محور العدوان. 
 
 
 
 
 
  إنّ تسارع الأحداث والتطورات الميدانية، وتعدّد جبهات القتال على الأرض والانتصارات المتلاحقة للجيش العربي السوري وما يصاحبها من هزائم وانكسارات وتهاو في بعض قلاع المسلحين، «المعارضين حسب التصنيف الأميركي»، من المؤكد أنه سيجبر آجلاً ام عاجلاً الكثير من القوى الشريكة في الحرب على سورية على تغيير موقفها من هذه الحرب والاستدارة نحو التفاوض مع الدولة السورية، في محاولة لتحقيق وكسب بعض التنازلات، لعلها تحقق ما عجزت عن تحقيقه في الميدان، وهذا ما ترفضه الدولة السورية اليوم وفي شكل قاطع، حيث تؤكد القيادة السورية والمسؤولون جميعاً، أنهم لن يقدّموا لأميركا وحلفائها أيّ تنازلات، ويقولون بصريح العبارة «إنّ ما عجزت أميركا وحلفائها عن تحقيقه في الميدان السوري، لن تحققه على طاولة المفاوضات»، ولهذا لن يفيد بعض الدول العربية والإقليمية الشريكة في الحرب على سورية التلويح بورقة التحالفات العسكرية ،لأنّ سورية وحلفاءها قد حسموا قرار النصر ولا رجعة عن هذا القرار، مهما كانت التكلفة.  
 
 
 
 
 واليوم يتمّ ميدانياً حسم جملة معارك في العاصمة دمشق بريفيها الشرقي والغربي، لتأمين المدينة من جهة الجنوب، بالتزامن مع معارك خاضها وسيخوضها الجيش العربي السوري للإطباق على باقي حصون المسلحين الإرهابيين في ريفي حماة وحمص  وحلب وبعمليات نوعية وخاطفة، وفي حلب، فقد اقترب الجيش العربي السوري من إحكام سيطرته الكاملة على ريف حلب الشرقي والشمالي الشرقي  ، ما سيمهّد الطريق مستقبلاً لتحرير مزيد من المناطق التي يتحصّن فيها المسلحون، وهذا بدوره سيفتح الطريق لاطلاق عملية كبرى بالمستقبل القريب لتحرير محافظة إدلب. 
 
 
 
  ختاماً، في هذه المرحلة من المؤكد، أنّ صمود سورية هو الضربة الأولى لإسقاط كلّ المشاريع والتحالفات الباطلة التي تستهدف تقسيم المنطقة، وحسب كلّ المؤشرات والمعطيات التي أمامنا ليس أمام الأميركيين وبعض حلفائهم من العرب اليوم سوى الإقرار بحقيقة الأمر الواقع، وهو فشل وهزيمة حربهم على سورية والاستعداد لتحمّل تداعيات هذه الهزيمة.  
 
 *كاتب  وناشط سياسي – الأردن.
hesham.habeshan@yahoo.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هشام الهبيشان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/04/27



كتابة تعليق لموضوع : ليس بعيداً عن حروب الإعلام ... ســـوريــــــة تنتصــــــر !؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net