صفحة الكاتب : عمار العامري

العراق حاضراً في القاهرة
عمار العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
   محطة جديدة في إطار الانفتاح العراقي العربي, لوفد التحالف الوطني برئاسة عمار الحكيم؛ "أحد صناع السياسة العراقية", كما وصفه الإعلام المصري, كانت القاهرة منطلقاً نحو المغرب العربي؛ لاطلاع عواصمها على الصورة الحقيقية للعراق, لاسيما انتصارات القوات الأمنية, ونزع فتيل الفتن والانقسامات, وضرورة التكامل الاستراتيجي المستقبلي, وتطوير العلاقات العراقية وتلك الدول.
   ليس من سهل التصور, إن تحرك وفد التحالف الوطني, يأتي ضمن الأطر الوطنية, وتدارس مستقبل العراق, فالكثير لا تعطي أهمية لهذه زيارات, خاصة مع حملات الاستهداف السياسي الموجهة حزبياً, فالتحالف الوطني؛ يمثل الأغلبية إلا أن التهريج المظلل ضد البرلمان, أنعكس سلباً على حركته, رغم كونها نابعة من حرص كبير على مستقبل العراق, الذي يعاني انعكاسات الانغلاق, والحرب الطائفية عابرة الحدود.
   القاهرة المحطة الأولى في زيارة وفد التحالف لدول شمال إفريقيا, لان مصر اليوم تعد من مراكز القوى العربية والإسلامية, فإنها تلعب دور في تطبيع العلاقات بين العراق والدول الأخرى, خلالها يمكن فتح أفاق جديدة للتعايش السلمي بين المذاهب, ومواجهة التطرف الفكري, مهام الوفد العراقي توضيح الصورة القاتمة للطائفية, كونها "طائفية سياسية وليست مجتمعية" ما يساهم بمنع الاحتقان الطائفي, والانقسامات المذهبية.
   وفد التحالف من مهامه إبراز الصورة الناصعة, وتعزيز واقع ما نقلته بعض الوفود المصرية, عن ما يجري على الأرض العراقية, لاسيما انتصارات العسكرية وبطولات الحشد الشعبي ضد الإرهاب, الذي يحاول التوسع نحو الدول الإقليمية, الوفد سيبرز الدور الإنساني للعراقيين, لاسيما المرجعية الدينية, وإعادة النازحين لمدنهم, والسعي لأعمار المدن المدمرة جراء الحرب, ويبدد التهويل الإعلامي, والنقل المزيف للتصرفات والممارسات غير الواقعية.
   الشأن السياسي؛ كان الأكثر حضوراً في إطار الزيارة, فمشروع التسوية الوطنية؛ يعد أهم المشاريع السياسية, التي لو أبصرت النور لرسمت خارطة طريق لمستقبل العراق, كما يراها التحالف الوطني, التي تعتقد اغلب مكوناته إن الأغلبية الوطنية الأفضل للمرحلة القادمة, كما يتبنى التحالف رؤيا جديدة تعزز الدور العراقي إقليماً ومحلياً, تتضمن أوليات خمس, كما يطلق عليها "الوحدة, والعروبة, والسيادة, والديمقراطية, ودولة المواطنة". 
   الوفد لم تختصر الزيارة على البُعد السياسي, إنما سيكون للبُعدين الاقتصادي والأمني بين البلدين اهتمام كبير, خاصة بتوسيع المصالح الاقتصادية بين العراق ومصر, والتأكيد على فتح خط الأنبوب النفطي المرتقب بين البصرة والعقبة والعريش, وفتح الأبواب للعراقيين الراغبين في الدراسة والتجارة, والتمهيد لعقد اتفاقيات أمنية, كون مهمة البلدين توسيع التعاون المشترك للتضييق على الجماعات الإرهابية, وتطوير الأساليب القادرة على مكافحتها.
   الأهم بذلك؛ المقبولية الإقليمية والدولية لشخصية رئيس التحالف الوطني؛ تلعب دور كبير برسم سياسة العراق الخارجية, وصناع القرار العراقي, رغم محاولات التشويه والتظليل التي تمارس ضده, خير دليل الدور الذي يضطلع فيه التحالف الوطني اليوم, يختلف تماماً عن السياسات المتبعة خلال الفترة الماضية, التي أدخلت العراق في دهاليز الحروب والطائفية.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/04/19



كتابة تعليق لموضوع : العراق حاضراً في القاهرة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net