صفحة الكاتب : د . ماجد اسد

هل نحن شركاء في بناء عالم اكثر جمالا واقل اضطرابا ...؟!
د . ماجد اسد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ضمن صخب الحياة اليومية وتصادماتها وتحولاتها و غزارة احداثها ، وما تتركه من اثار سلبية او ايجابية ، تاخذ الصحافة دورها في رؤية المشهد كاملا ، وليس النظر اليه من زاوية واحدة او اخيرة غير قابلة للمناقشة او الدحض !
ان المتابع يرغب ان يجد نفسه يسأل السؤال الذي يمتلك ما يدور في رأس الكاتب ،لانه وضع الحرية جسرا للتواصل وليس للعبور فحسب ، فأنه لن يتخلى عن الاسئلة التي تشغل هذا المتابع بأختلاف ثقافته او افكاره وفلسفته .. فالسوال الذي لا اجابة عليه ليس سؤالا ، كالجواب الذي لا علاقة له بالسؤال ! 
ففي دوامة الانشغالات اليومية وفي تفاصيلها الدقيقة ومتطلبات الحياة وضرورياتها ، تبرز اهمية دائمة للاستراحات والبحث عن السكينة بمواصلة العمل مجددا .
لان المتلقي كالكاتب يرغب الا يكون فائضا وانه لا يؤدي الا واجبا قسريا وكفى ...! مع ان وسائل الاتصال تكاد لا تسمح لنا - للكاتب او للمتابع - لحظة استراحة وتأمل وفرصة للتمتع بمباهج الطبيعة وجمالياتها او بلقاء احد اصدقاء الماضي او قراءة كتاب جديد او تفقد احد المعارف ... اوالذهاب في جولة سياحية قصيرة ! لان تسارع الاحداث في فوضاها و صخبها ، تسرق من الجميع نشوة اننا نمتلك احاسيس و رهافات لانجد لها موقعا في نظام حياتنا في الغالب . فالقلق يدمج التعب حد الإعياء في معالجة المشكلات اليومية ، فلا يجد الكاتب نفسه قادرا على تركها ولا على تتبعها ايضا . فثمة ازمات تخص الطبيعة وتخص العالم بأسره وصولا الى الوطن وما هو بالجوار دون اهمال المتطلبات الخاصة او الشخصية . ذلك لان الحياة ليست واجبات تؤدي لتعقبها واجبات بعيدا عن تذكر ان الحياة بمعناها الشمولي زاخرة بما لا يحصى من الافراح .. والمباهج .. والمؤانسات .. والمتع .. والمعارف .. والشغف بالجمال . فهل فكرنا في التوازن كحد من حدود الرؤية المتكاملة بين الضرورة والحرية بين قيود الحياة ومافيها من نوافذ وابواب لن تبقى موصدة الى الابد ، بما يمنح الوعي قدرة على التجدد وبما يمنح الحواس طاقات اضافية تسمح لنا ان ندرك ان العالم بلا حدود كالوفاء .. والمحبة .. والرحمة التي شكلت اسس المجتمعات المتماسكة .. والمنتجة .. والسعيدة في نهاية المطاف ....؟ كما لا يمكن ترك العقل - الوعي - يبلغ درجة الاعياء بسبب هموم العالم وتحولاته و فوضاه وخسائره ... فالعقل هو الاخر ليس محض الة وجدت للعمل حد الانهاك كي يفقد وعينا لغز الوجود في تنوعه .. وديناميته .. وصيرورته الدائمة .
فالجمال يبقى كامنا لا في الاشياء وحدها ولا في النفس وحدها فحسب ، بل في العلاقة بيننا وبين المكونات التي ستتشكل مصائرنا عبرها ولكي لا نقول : وا اسفاه ولكي نستبعد الندم و الاسى والشعور بالتعاسة فأن تجدد حيوية الاسئلة يتطلب رغبة عميقة للمشاركة بصناعة حياة لن نأسف اننا وجدنا فيها وكان لنا فيها دور طالما رغبنا ان يكون نبيلا .. صادقا .. ومتوازنا بين العاطفة والعقل .. وبين الواجب والكرامة .. وبين الاصالة والتجدد ! اتراني نجحت ان اقول لكم : اننا شركاء في بناء : عالم اكثر جمالا واقل اضطرابا ....؟ ! .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . ماجد اسد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/04/10



كتابة تعليق لموضوع : هل نحن شركاء في بناء عالم اكثر جمالا واقل اضطرابا ...؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net