صفحة الكاتب : جمال الخرسان

اشتباك دبلوماسي حاد للمعسكر الغربي وروسيا في حلبة مجلس الامن
جمال الخرسان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
على غير العادة تخلى كبار العالم في مجلس الامن عن مفرداتهم الدبلوماسية ومعايير خطابهم الدبلوماسي الخاضع لمقايسس صارمة واطلق كل منهم في جلسة مجلس الامن الاخيرة العنان لخطابه السياسي المباشر تصريحا لا تلميحا، كل منهم وضع مطالبه بشكل معلن على الطاولة لكي تصبح الجلسة العلنية التي كان يفترض ان تكون سرية بناءا على طلب الدولة التي دعت لها وهي بوليفيا حلبة لتوجيه الضربات المباشرة على مرأى ومسمع الجميع. انها جلسة وضعت المطالب والسقوف لاطراف النزاع في سوريا والتي تثار في الغرف المغلقة وضعتها على الطاولة في متناول الجميع، الملفت ان من اصر على جعل الجلسة علنية هي امريكا رغم ان الجلسة عقدت اساسا بناءا على ضربة امريكية وجهت من البحر المتوسط الى قاعدة الشعيرات الجوية في سوريا. 
 
وفيما تحلى مندوبوا البلدان النامية بكلمات متوازنة جدا ابرزها كلمة المندوب المصري الذي كان يصر على ايجاد حلول تجنب المدنيين مزيدا من المعاناة فان مندوبي امريكا، فرنسا وبريطانيا تحدثوا بشكل مباشر واتهموا روسيا بالتواطيء مع سوريا بخصوص الضربة الكيماوية وهددوا بمزيد من الضربات للنظام السوري، من جهته فان المندوب الروسي رد الصاع صاعين حينما كان يوجه خطابه المباشر للمندوبين الثلاثة، حذرهم من توجيه الاهانات لبلاده، في كلمته المطولة وجّه سيلا من الاتهامات للمندوبين الثلاثة، وحرص على استخدام مفردات التحذير والوعيد. 
ان سبب ذلك الخطاب وهذه اللهجة المرتفعة خصوصا من قبل المندوب الروسي متأتية من كون الورقة السورية لا تتمثل قيمتها الحقيقية بالمكاسب الاقتصادية لروسيا في بلد مثل سوريا بل قيمتها الحقيقية تكمن في كونها رهان في سباق تسجيل النقاط المحموم بين المعسكر الشرقي والمعكسر الغربي! في عودة فاضحة لمرحلة الحرب الباردة وحتى ربما ما هو ابعد من ذلك. 
خطاب الاعضاء الكبار مجلس الامن كان يتجاوز اللياقات الدبلوماسية المتعارفة ويعكس شيئا من الاحتقان غير المعهود في الفترة الاخيرة، احتقان لم يحصل حتى في الازمة العراقية عام 2002 آنذاك حينما كانت فرنسا اكثر اصرارا من روسيا والصين فيما يتعلق  برفض الحرب على العراق.  
 
ومع ان الضربة لم تكن مؤثرة عسكريا كما اشيع عنها خصوصا مع نقل العديد من الطائرات السورية الى مطارات اخرى قبيل الضربة، ناهيك عن اعادة بعض اجزاء تلك القاعدة للعمل الا ان الموقف الروسي الذي استخدم الفيتو سبع مرات ضد مشاريع قرارات لمجلس الامن قد تؤدي الى شن حرب على سوريا لا يريد تكرار التجربة العراقية حينما تجاوزت امريكا عقبة الفيتو الفرنسي بتشكيل تحالف دولي للحرب على العراق ادى الى اسقاط نظام صدام حسين عام 2003. لذلك فان الموقف الروسي جاد تماما في الرد على الموقف الامريكي. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمال الخرسان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/04/08



كتابة تعليق لموضوع : اشتباك دبلوماسي حاد للمعسكر الغربي وروسيا في حلبة مجلس الامن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net