صفحة الكاتب : محمد حسن الساعدي

مؤتمرات الخارج ...اعتراف بداعش ؟!!
محمد حسن الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لا يخفى حجم ما يمر به العراق من انعطافات خطيرة في مسيرة تاريخه الحديث ، وخصوصاً بعد سقوط النظام 2003 ، إذ امسى ساحة حرب عن الآخرين ، وأصبحت دماء الابرياء هي دماء الاختبار ، والمتابع لواقع العراق السياسي بعد أحداث التغيير يجد أن هناك عدم استقرار ، وأن هناك صراعاً يراد له أن يبقى مستدام ، وأن عناصر ادامته تأتي من الخارج عبر سياسيي الداخل ، ويأتي ذلك من خلال المؤتمرات التي تعقد في الخارج ، وان انعقاد مثل هذه المؤتمرات المشبوهة سرقة لصوت العراقيين ، وخيارهم في العيش ببلدهم وارضهم ، إذ أن انعقاد مثل هذه المؤتمرات تمثل عامل عدم استقرار للمجتمع ، وهذا ما انعكس فعلاً في الاجتماع الأخير الذي عُقد في أسنطبول بتاريخ 8/3/2017 بترتيب ومبادرة ورعاية تركية كانت معالمها الزيارة التي قام بها "أردوغان " لدول الخليج ، حيث تكللت هذه اللقاءات بعقد الاجتماع والذي وُصف "بالسري" وبأشراف رئيس الاستخبارات التركية "هافان فيدان" وبحضور ممثلين عن دول الخليج في مقدمتها السعودية والأردن ، وحضور شخصيات سياسية عراقية مثلت نواب ووزراء وسياسيين ومسؤولين في الدولة العراقية ، ورجال اعمال وشيوخ قبائل ، كما أن انعقاد مثل هكذا مؤتمرات لا يدخل في خانة ترتيب البيت السياسي السني ، خصوصاً وان هناك من الحضور ممن هو متهم بالإرهاب ، ومحرض للطائفية ، عبر التصريحات وأثارة التفرقة بين ابناء المجتمع الواحد ، كما أنها ربما تمثل تهديداً واضحاً لاستقرار الدولة العراقية ، خصوصاً وأن الدولة الراعية تمثل معبر لإرهابيي "داعش"  ، كما ان بعض الحضور في هذا المؤتمر والذي ترعاه الاستخبارات التركية والخليجية ولديهم ارتباطات رسمية مع المؤسسات والدوائر الحكومية سواء في السلطة التشريعية والتنفيذية ، وهذا فيه خلاف واضح للسياقات الدبلوماسية ، والعمل الرسمي والسياسي ، إذ لا يمكن ان يكون السياسي مشارك في الحكومة من جانب ، ومن جانب آخر يمارس دور المعارض ، من خلال الحضور في مثل هذه المؤتمرات ، ناهيك عن كونه تدخل سافر في الشأن الداخلي ، وتهديد للسلم المجتمعي للبلاد . 
إذا كانت ا لقوى السياسية السنية تسعى الى توحيد موقفها السياسي وخطابها استعداداً للمشاركة وخوض الانتخابات القادمة ، لماذا لم تعقد مثل هذه المؤتمرات في الداخل ، بدل سيطرة دول الجوار على القرار السياسي العراقي ، ولماذا هذه السرية والتكتم على هذه المؤتمرات ؟!!
أعتقد وكما يرى الكثير من المتابعين للشأن السياسي العراقي ، أن الحلول لمشكلة العراق وسياسيه تكمن في المصارحة والمكاشفة ، والجلوس على طاولة الحوار الهادف ، وابعاد انعدام الثقة بين المكونات ، والسعي الجاد من اجل توحيد الموقف والخطاب لمواجهة خطر داعش ، والذي لن ينتهي عند حدود الموصل الحدباء ، بل سيبقى خطراً يهدد العراق بشعبه ومكوناته جميعاً ، كما على الجميع أن يثق بالعراق وطناً ، وان يجعل منه مخرجاً لجميع مشاكله وخلافاته ، والسعي الجاد نحو تطويق الخلافات بما يحقق الامن والامان للجميع .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حسن الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/04/05



كتابة تعليق لموضوع : مؤتمرات الخارج ...اعتراف بداعش ؟!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : سيف ، في 2017/04/06 .

إذ امسى ساحة حرب عن الآخرين


لا ايها الكاتب هذا كلام غير ديقيق وفاقد للمصداقية
ان من اتى للعراق بعد سقوط النظام اسابق هم اناس وصفهم الحاكم الامريكي بريمر وصفاً دقيق وعليك الرجوع لذلك الوصف عند ما ترك العراق ناصحاً من اعقبه كيف يتعامل مع الشلة في العراق.

ان القتل هو من صنع محلي وكفى الكلام بمنظور المؤامرة يجب النظر الى انفسكم في المراة وفيها من العيوب التي لا تحصى ولا ترمي ازبالكم على الخارج




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net