صفحة الكاتب : فراس الغضبان الحمداني

انتهت الحياة !
فراس الغضبان الحمداني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

انتهت الحياة بالنسبة لي وبمجرد أن أهالوا التراب على القبر الطري بدموع الباكين من نساء ورجال، أحسست حينها أن كل شيء قد تغير والأغاني لم تعد كذلك بل هي تسابيح النادمين والمتاملين للنهايات القريبة والاحزان القادمة التي لن تترك مساحة في الروح إلا واحتلتها وجعلتها موطنا ثابتا لها تستنزفه وتتربع على السلطة فيه.

 

الحزن بعد العام 1998 أصبح لصيقا بي فحبيبتي تلك وزوجتي وام أولادي كانت متألقة بروح الحياة وكانت تملأ روحي بهجة حين جعلتني أشعر أن الأغنيات ليست للاستماع فقط بل هي حالة معبرة عن فرح وعن رغبة وعن جموح وطموح لاينتهي بل يتجدد لكن حين شعرت بالمرض لأول مرة بدأت الغيمة السوداء تتشكل في سمائي وتتحول الى عاصفة ملتوية في الأفق رمادية وسوداء وماطرة ومخيفة ومعها صرير مخيف وريح باردة سامة تخترق الأرواح والأجساد والعظام ولاتترك من الجسد والروح سوى بقايا كبقايا البيوت المتهدمة من عصور سحيقة.

 

حين ماتت أم كلثوم ومات عبد الحليم وفريد الأطرش ومات الشعراء والفنانون الحقيقيون ومات الحب معهم والرومانسية الحالمة لم يكن غريبا علي أن أستقبل الحزن وان أتجرع كأسه التي كانت لاذعة تلهب الحلق والأمعاء وتترك الوجدان ينتظر النهاية فالرومانسية هي الممتزجة بعمق وجداننا الجمعي وكانت أفكارنا كذلك تروح وتجيء وتنهب الطريق معنا عندما نتحرك ولانعيش إلا وهي معها لأنها شكلت هاجسا لنا وسجلت لنا كتابا من الأحداث والوقائع والذكريات المفرحة والمبكية.

 

اليوم لم يعد شيء من ذلك في حياتنا بل بقي الحزن والقلق وترقب لحظة الموت القادمة التي انتظرها بشغف لانني لم أعد أحتمل البقاء في دنيا ليست لي بينما احبتي تحت التراب ومنهم من شكل وعيي الاول من مثقفين وأدباء وفنانين وشعراء كلهم رحلوا ولم يعد من الدنيا ما يغريني سوى أن اعيشها لأرتب طقوس رحيلي عنها.

 

firashamdani57@yahoo.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فراس الغضبان الحمداني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/04/05



كتابة تعليق لموضوع : انتهت الحياة !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net