صفحة الكاتب : مهدي المولى

تصرفات مجموعة الطلباني الاخيرة اسبابها دوافعها
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نعم هذا سؤال بدأ يطرح نفسه على كل من يشاهد  المشهد
ماذا يريد الاتحاد الوطني  اي مجموعة السيد جلال الطلباني من تصرفاته الاخيرة المفاجئة  والغير موضوعية والتي اثارة الريبة والشك  وربما ستشعل نيران الفتنة بين الطوائف المختلفة  في كركوك وقد تمتدد الى كل العراق
قيام مجموعة من البيشمركة التابعة للأتحاد الوطني بأحتلال انابيب   ضخ نفط الشمال والاستيلاء عليها ومنع تصدير النفط
قيام محافظ كركوك التابع لحزب جلال الطلباني برفع علم الاقليم في الدووائر الرسمية في كركوك  مما اثار غضب اغلبية ابناء المحافظة من العرب  والتركمان  الحقيقة مثل هذه التصرفات كانت غير متوقعة من قبل مجموعة جلال الطلباني نعم كانت  متوقعة من قبل البرزاني ومجموعته يا ترى ما الذي دفع هذه المجموعة الى مثل هذه التصرفات الغير عقلانية والمخالفة للدستور
اي نظرة دقيقة موضوعية لهذه التصرفات تعطيك الاسباب  ولماذا وضد من
لا شك ان مجموعة جلال الطلباني شعرت بالتهميش وانها في طريقها الى التلاشي والزوال خاصة بعد انفصال مجموعة نشطة وقوية  وتأسيس كتلة سياسية اسمها حركة التغيير نالت تأييد جماهيري تخطت جماهيرية  الطلباني وباتت تهدد جماهيرية مسعود البرزاني
هذا يعني ان هذه التصرفات  موجهة ضد مطامع البرزاني  التي لا حدود لها   ومن اجل وقف تمدد وتوسع نفوذه الذي يحاول فرضه بالقوة ليشمل كل الاقليم وبالتالي يزيل وجوده ووجود مجموعته   فكانت مجرد  دعوة الى البرزاني طالبا منه  العودة الى تقسيم النفوذ والمال وفق  قرار فيفتي فبفتي الذي انهى صراعا  دمويا بين مجموعة الطلباني وبين مجموعة البرزاني  كاد ينهي الكرد   ومن هذا يمكننا القول ان تصرفات مجموعة الطلباني  كانت موجهة لعرقلة  تحركات البرزاني ووقف تمدد نفوذه وسيطرته على كل  الاقليم  هذا من جهة ومن جهة اخرى السماح لمجموعة الطلباني المشاركة  في  الاموال الهائلة التي يحصل عليها بطرق مختلفة شرعية وغير شرعية   
لا شك ان القوى الكردية  التقليدية  امثال الاتحاد الوطني  جماعة جلال الطلباني والحزب الديمقراطي جماعة مسعود البرزاني شاخت وكبرت ولم تعد قادرة على مسايرة حركة الاجيال الجديدة  التي اخذت مكانها مثل حركة التغيير الحركات الاسلامية  بعضها متطرفة  هذا لا يعني ان الجماعة سيستسلمون للامر الواقع ويسمحون للحركات الجديدة بالعمل بل سيسعون  الى التحدي بل اعلان الحرب على ابناء الاقليم   
المعروف ان  الاتحاد الوطني   الذي كان يمثل المثقفين  العقلانين الكرد دعاة الديمقراطية والتحرر  انشق عن الحزب الديمقراطي التي  تهيمن وتسيطر  عليه عائلة البرزاني الذي كان يمثل  الاعراف العشائرية المتخلفة  والقيم النازية   وكان كل حلم هذه العائلة هو اقامة مشيخة عائلية تحكمها العائلة بالوراثة 
بعد تحرير العراق في 2003   من ظلام وعبودية  الدكتاتورية والاستبداد  كان المفروض ان تبدأ صرخة تغيير وتجديد  تبدأ من اربيل وتمدد  الى البصرة لان بغداد ومدن الوسط والجنوب  واجهت عاصفة ظلامية ارهابية مصدرها العوائل الفاسدة في الجزيرة والخليج وعلى رأسها عائلة ال سعود انطلقت من المدن الغربية  تحت شعار لاشيعة  بعد اليوم   للاسف لم يحدث ذلك بل ان  هذه المجموعات  وخاصة البرزاني ومجموعته استغلت هذه الظروف وشجعتها واخذت تصب الزيت على النيران المشتعلة بل اخذت تتعاون مع اعداء الشعب العراقي امثال ال سعود واردوغان ومع ايتام الطاغية المقبور  حتى اصبحت اربيل مركز تجمع وقاعدة تدريب وانطلاق لكل الارهابين الصدامين والوهابين لذبح العراقيين وتدمير العراق وهذه التصرفات ادت الى ضعف حركة القوى الوطنية والديمقراطية وتقوية القوى الدينية العشائرية    حتى اصبحت اربيل مكان ملائم لنموا الحركات الارهابية  النازية مثل حزب البعث   مجموعة الطريقة النقشبندية التي اصبحت غطاء لكل ايتام صدام    الجدير بالذكر ان افراد عائلة البرزاني هم ائمة   الطريقة النقشبندية  وكانت عناصر هذه الطريقة الارهابية بأستقبال داعش الوهابية كلاب ال سعود فأستقبلوهم وساعدوهم في ذبح العراقيين واسر العراقيات واغتصابهن وبيعهن
وهكذا وقفت الطريقة النقشبندية التي تتألف من عناصر داعش وايتام صدام  الى جانب البرزاني ومكنته من  غلق البرلمان واعتقال اعضائه وفرض نفسه صدام جديد مهددا ومتوعدا كل من يعارضه او ينتقده
وهكذا اثبتت الايام ان دعاة الوحدة الكردية والدولة الكردية مجرد  وسيلة لتحقيق مصالح شخصية ومنافع ذاتية  وهذه لا تتحقق  الا بحرق    الكرد ارضا وبشرا ويومها لا كرد ولا وحدة كردية 
وهذا ما فعله دعاة القومجية العربية   امثال الدكتاتور جمال عبد الناصر والدكتاتور صدام  وشعاراتهم الكاذبة في وحدة العرب ودولة العرب الواحدة فجمال الناصر رفع شعار رمي اليهود في البحر والنتيجة رمى العرب في البحر واولهم المصريون  
 وصدام رفع شعار  حرق اليهود والنتيجة حرق العرب واولهم  العراقيون
والنتيجة  لا وحدة ولا دولة عربية ولا عرب
ليت ابناء الكرد الاحرار الذين يتحلون بنزعة انسانية يدركون هذه الحقائق ولا ينخدعون بأكاذيب وشعارات تجار السياسة امثال البرزاني اعلموا انه لا يختلف عن صدام في عدائه للانسان الحر الشريف في الاقليم بل اكثر وحشية وقسوة
واعلموا انه وكل دعاة الدولة الكردية الواحدة والامة الكردية  هدفهم حرق الكرد  غرق الكرد  كما فعل صدام وجمال بالعرب  فصدام حرقهم وجمال  اغرقهم
كان جلال الطلباني يقول ان مستقبل  الكرد في عراق ديمقراطي تعددي حر مستقل لا ادري  هل قالها  كوسيلة خداع للحصول على النفوذ الاكبر في الاقليم ضد منافسه الذي يدعوا الى    الانفصال ام انه شعار ثابت يسعى لتحقيقه ويتحدى كل من يحول دون ذلك الحقيقة اتضح انه استخدمه كوسيلة  للحصول على النفوذ 
لكن  مجموعة جلال الطلباني شعرت ان هذا الشعار لم يحقق لها ما تريده  بل ادى الى خروج مجموعة كبيرة ومهمة وجعلته في المؤخرة   لهذا اسرع للقيام بهاتين اللعبتين   واسرع الى اللقاء بالبرزاني واتفق على حل القضية على اساس نصف لك ونصف لي فرد  البرزاني بأبعاد كل القوى الوطنية الديمقراطية  في الاقليم  فوافق الطلباني
لا انفصال ولا دولة كردية لانهم على يقين اي تحرك حقيقي بهذا الشأن يعني نهايتهم المحتومة  اذا لم يكن على يد احدهم الاخر سيكون على يد قوى خارجية انها  مجرد وسائل ضغط على حكومة بغداد للحصول على المكاسب الشخصية وفي نفس الوقت وسيلة لتضليل  ابناء الاقليم وفرض نفوذهم وسيطرتهم عليهم
ايها العراقيون الشرفاء  اعلموا ان مستقبلكم بعراق ديمقراطي تعددي حر مستقل   وبدون ذلك ستفتح عليكم نيران جهنم لا تذر ولا تبقي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/04/04



كتابة تعليق لموضوع : تصرفات مجموعة الطلباني الاخيرة اسبابها دوافعها
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net