مبنى رئاسة جامعة البصرة خارج السياق!
ماجد عبد الحميد الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تم تشييد مبنى جامعة البصرة الجديد على انقاض المبنى القديم على ضفاف شط العرب بتصميم اقرب الى هيكلية الفنادق منه الى بناية لرئاسة الجامعة. جماليا : المبنى يخلو من اية سمة او ايحاء يدل على ان هذا المبنى يمثل صرحا علميا ومعرفيا. فضلا عن ان تصميم البناية من الداخل والخارج لا يوحي باية لمسة معمارية جمالية او فنية.يضاف الى ذلك ان الشكل الدائري عطل المساحات وظيفيا واسهم في تشتيت زوايا النظر حيث يعكس الشكل المثلث في معظم الغرف انطباعا بضيق المساحة المشيدة في غياب يكاد يكون تاما للاشكال المتناظرة. 

 

وظيفيا : لقد تم اختيار هذا المكان لرئاسة الجامعة  قديما لقربه من بنايات الكليات في منطقة التنومة الواقعة على الجهة الاخرى لضفاف شط العرب حيث سهولة التواصل بين المكانيين. اما اليوم فقد اصبح المبنى منقطعا ونائيا ومعزولا عن الكليات في باب الزبير وموقع الكرمة. ليس ببعد المسافة وحدها بل ان الازدحام الشديد للمركبات وضيق الشوارع اسهم في زيادة حجم المسافة التي تتطلب وقتا اضافيا للوصول الى الرئاسة. فالموظف اوالتدريسي اوالطالب في كليات باب الزبيرالذي يروم الذهاب الى الرئاسة سيقضي معظم ساعات الدوام الرسمي في طريق الذهاب والاياب ، في حين يقضي الموظف او التدريسي او الطالب الذي يرغب بالذهاب من موقع الكرمة الى مبنى الرئاسة في العشار كل ساعات الدوام الرسمي في رحلة الذهاب فقط. 

 

ان معظم الجامعات وبناياتها في العالم تبنى غالبا في مراكز المدن و في مكان واحد متقارب الاطراف للحفاظ على الوقت الثمين لمن يعملون في الجامعة، طلابا وموظفين واساتذة . فهولاء يتنقلون مشيا بين بنايات الجامعة بسهولة ودون الحاجة الى المواصلات ،الامر الذي يسهم بتخفيض النفقات اولا وتقليل الضغط النفسي ثانيا وتقليص الجهد ثالثا. فما معنى ان يتم تشتيت الامكنة في جامعة البصرة في زمن يتطلب ترشيد الانفاق وتوفير الوقت والجهد؟ 

 

ان الموقع الحالي لرئاسة جامعة البصرة فضلا عن التصميم يرشحان البناية لكي تكون فندقا يمكن الاستفادة من ايراداته المالية لدعم موازنة الجامعة. كما يمكن ان يكون مكانا مناسبا لمبيت ضيوف الجامعة ولاسيما اعضاء لجان المناقشة ووفود المؤتمرات العلمية والادارية.   ويتم نقل رئاسة الجامعة الى مجمع كليات باب الزبير بعدما يتم تخصيص الجناح الجنوبي في  في بناية المكتبة المركزية ليكون مقرا لها.    

الموضوع السابق مادام العرس الرابع على الأبواب

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat