خلق الله تعالى الانسان فكرمه ونعمه وعلمه وأودع فيه الفطرة التي تنسجم مع الخير والرفعة والسداد ، واودع فيه العقل معيار الحق وبوصلة الرشاد ، كما جعل في الانسان مجموعة غرائز بها ديمومة الحياة للذات والنوع ، والانسان دائم الصراع بين هذه القوى ،وأرسل الله تعالى الرسل والأنبياء وجعل الحجج ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة ، لكن الانسان في الغالب يستجيب لضغط نوازع النفس مهملا للفطرة والعقل متجاهلا لإرشاد الحجج فينصاع مستسلما للشهوات ومستطعما للملذات منحدرا في أودية التيه والضلال تاركا لسبيل الحق معرضا عن الصراط القويم ، ولا يكسب بذلك الا الخسران المبين ،مع انه لم يقدر له العيش في هذه الدنيا الا مرة واحدة ، ليجني نتاج ما قدمت يداه ، إما نعيم مقيم أو عذاب أليم
وهذا البون العظيم بين النتيجتين يحتم على الانسان ان ينتبه لما يراد به ولا يبقى سارحا في الغفلة الى حين الندم ..ولات حين مناص..
إن رأس مال الانسان في هذا الوجود هو نفسه ولا شيء عنده أغلى منها بها يصنع مصيره في دار الخلود
وقد ورد عن المولى أمير المؤمنين ع
"إن أنفسكم غالية فلا تبيعوها بغير الجنة"
فاسلك بنفسك جادة الصواب وانج بها من سوء العذاب وفز برضى رب الارباب وخذ معك من المتاع ما يعينك عل تخطي الصعاب
تزودوا فإن خير الزاد التقوى
واتقوني يا أولي الألباب
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat