صفحة الكاتب : ماجد عبد الحميد الكعبي

كيف نصلح التعليم في العراق ؟ ما معنى ان تكون اكاديميا ؟
ماجد عبد الحميد الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يظن معظم الناس وبما فيهم كثير من الاساتذة الجامعيين ان الانتماء للجامعة (المكان) يمنحك مجانا لقب (اكاديمي)، بيد ان الواقع الاكاديمي يؤكد ان (الاكاديمية) هي معايير سلوكية وقيم أخلاقية فضلا عن المنزلة العلمية. وان من لا يعلم بذلك فعليه ان يسعى الى تحقيق متطلبات الاكاديمية. فكم من صاحب علم ومكانة مرموقة بين زملائه في الجامعة وهو لا يعلم انه فاقد للاكاديمية بسبب تعجرفه وتعاليه وتفاخره بنفسه على اقرانه ، وحقده على تلاميذه لانهم تفوقوا عليه في ميادين معرفية اخرى. وكم من شيخ كبير بسنه وعلمه يحسب انه اكاديمي مخضرم واستاذ متمرس وهو لا يعلم ان الاكاديمية ترفضه لانه فظ اللسان سيئ الخلق ، كأنه عجوز شمطاء لا ينجو من سلاطة لسانها حتى نفسها. وكم من عالم وباحث كبير يخدش حياء الاكاديمية بنفاقه ولسانه المعسول بين زملائه حتى اذا تمكن من امره  سل سيف الحقد والضغينة ساعيا الى ايذائهم. وكم من تدريسي شاب يتكلم بلغة الحداثة ويدبج كتاباته بافكار ما بعد الحداثة ولكنه  يكرس كل حياته لخدمة مصالحه الشخصية واذا ما تجادلت معه بقضية علمية او ادارية عاد الى طبعه فهددك عشائريا. الاكاديمية يا سادة ! اخلاق وقيم ضحى من اجلهما اناس افنوا حياتهم في سبيل العلم والمعرفة والوصول الى الحقائق الموضوعية لخدمة البشرية وليس لخدمة مصالحهم ومنافعهم الشخصية. 

الجامعات الغربية ياسادة لا تعطيك دروسا في العلم والمعرفة فقط بل تمنحك فرصة لتطلع على  منجزات اولئك الاكاديميين العظام واخلاقهم السامية الذين كرسوا جل حياتهم من اجل 

خدمة غيرهم. الجامعات الغربية تمنحك الفرصة لتتعايش مع اكاديميين علماء يتكلمون همسا من شدة تواضعهم ولا يكتمون اعجابهم بطلابهم ، ولا يخشون من تكرار قولهم : لقد تعلمنا من طلابنا. الجامعات الغربية ياسادة! تعطيك دروسا في الاخلاق والقيم الاكاديمية والتي منها: ان لا تؤمن بانك الوحيد الذي يمتلك الحقيقة ، وانك وحدك العالم بحقائق الاشياء وخوافيها لان الزمن كفيل بكشف ادعائك ، لذا عليك ان تحتاط باستعمالك لغة الترجيح والتغليب بدل القطع والجزم.  وان لا وجود مؤكد للحقائق المطلقة بما فيها العلمية، وان يكون لديك استعداد للتغيير والتحديث والتطور. الجامعات الغربية تعطيك درسا ان التواضع صفة من صفات الاكاديمية والتعجرف والعنجهية صفتان من صفات البربرية.وان يكون لديك مشروع تسعى لتحقيقه اثناء وجودك في الجامعة وخارجها. ولكي تكون اكاديميا يجب ان تبتعد عن اطلاق الاحكام التعميمية وان لا تقع في التناقض. يضاف الى ذلك ان تفصل بين الايديولوجيا التي تؤمن بها والعمل الاكاديمي البحثي . وان تكون موضوعيا الى اقصى درجة على الرغم من نسبية الموضوعية.

 وختاما ، لا ازعم باني قد احطت بكل السلبيات والايجابيات التي تدخل وتبعد الجامعي في الحقل الاكاديمي ولكني استطيع القول اني قد اشرت بعضا من تلك الامور املا ان تتوسع الافكار وتاخذ ابعادا اكبر.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد عبد الحميد الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/03/17



كتابة تعليق لموضوع : كيف نصلح التعليم في العراق ؟ ما معنى ان تكون اكاديميا ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net