صفحة الكاتب : جمال الخرسان

بتحالفه مع الصدر هل سحب العبادي البساط من تحت اقدام المتظاهرين..؟
جمال الخرسان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 
البيان الذي اصدره مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري بعيد خروج طلبة جامعة واسط تنديدا بزيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي ووصف فيه الاعتداء على العبادي بانه "اعتداء على هيبة الدولة"، ذلك البيان قد لا تبدو اهميته في تبني التيار الصدري للمظاهرات من عدمه بل تكمن اهميته في كونه رسالة لجمهور التيار الصدري ومن يتحالف معه بان اي مظاهرات تخرج لادانة العبادي واستهدافه فهي مبدئيا مرفوضة من قبل قيادة التيار الصدري، وهي اشارة كافية لجمهور التيار تدفعهم للالتزام بتوجيهات قيادتهم العليا. 
ما حصل في واسط وما حصل قبله من جملة معطيات تعزز وجهة النظر التي تذهب الى ان العبادي تحالف مع مقتدى الصدر استعدادا للانتخابات المقبلة، تخادم المصالح بين الجانبين دفعهم لذلك التحالف الملفت للنظر خصوصا وانه اتى بعد مواجهة شهيرة بين مقتدى الصدر وبين العبادي حصلت اثناء لقاء الكاظمية في ربيع العام 2016 وكذلك اللقاء الشهير في كربلاء الذي تم في نفس العام والذي خرج منه مقتدى الصدر ممتعضا من الجميع بما فيهم العبادي. 
العبادي وجد في الصدر قوة جماهيرية، عسكرية، وكتلة مهمة لها نفوذ في البرلمان وبقية مؤسسات الدولة العراقية، يمكن ان تعزز قوة العبادي بمعية بعض الراغبين في الانظمام الى معسكره من نواب دولة القانون، ناهيك عن قدرة التيار الصدري على حماية العبادي من مضاعفات الشارع العراقي او اي مظاهرات قد تستهدف شخص العبادي. 
الصدر من جهته يعرف ان الوصول بشكل مباشر الى رئاسة الوزراء حلم صعب المنال، فلا التيار الصدري مقبول من قبل الجانب الامريكي ولا عدد المقاعد التي يحصل عليها التيار سابقا او لاحقا تسمح له بطموح من هذا النوع، لذلك وجد في شخصية تبحث عن مصادر قوة فرصة مناسبة لدعهما مقابل الانسجام مع رغبة التيار الصدري ولو ضمن سقف محدد، الصدر يعرف ايضا ان جزءا من قوة العبادي هي الدعم الامريكي له والذي تعزز بعد مرحلة تحرير الموصل، الجانب الامريكي ومن اجل دعم العبادي في معركته الداخلية اوعز الى البلدان الاخرى المنسجمة مع السياسة الامريكية الى دعم العبادي في ذلك الحراك قدر المستطاع. 
في هذه الاثناء بدى المتظاهرون المدنيون هم الحلقة الاضعف في ذلك الحراك، التفاهمات السياسية التي تجري بين القوى السياسية الكبيرة اكبر بكثر من حجمهم في الشارع، فوجدوا انهم يغردون خارج السرب فيما يخص القاء الفشل في رقبة العبادي. وسواء كان العبادي من هندس وادار مخاض ذلك التحالف ام غيره فان النتائج تؤكد بان العبادي بتحالفه مع الصدر سحب البساط من تحت اقدام المتظاهرين، وربما تحولت التظاهرات من عامل ضغط على العبادي الى اداة بيده للضغط على القوى السياسية الاخرى من اجل تمرير ما يرغب بتمريره هو او من يتحالف معه، زعامات المتظاهرين لا يريدون التفريط بجمهور التيار الصدري وقوته من هنا ورغم الغبن الذي تعرضوا له فانهم غير مستعدين في هذه المرحلة على الاقل بالانقلاب على ذلك التحالف.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمال الخرسان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/03/05



كتابة تعليق لموضوع : بتحالفه مع الصدر هل سحب العبادي البساط من تحت اقدام المتظاهرين..؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net