صفحة الكاتب : حيدر عبد السادة الإبراهيمي

الفقراء في العراق يحلمون برغيف الخبز في بلد البترول!
حيدر عبد السادة الإبراهيمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ويسألونك عن العراق ، قل : بلاد الرغيف والسيف وأغنية الصياد .
البلاد التي عرجت بأمنيات الأنبياء الى فكرة أن تكون مستوطنة حرف وهداية ، غير إن الأنبياء تركوا إرثهم للإمبراطوريات ، فما حصد العراقيون سوى المراثي والأساطير وسلالات تحارب أخرى ومئات آلاف من ألواح اللغة المسمارية ، كلها تحوي هاجس العراقي وهو يبحث عن أحلامه بين سطوة الآلهة وقلب الحبيبة ورغيف الخبز . والى القرن الحادي والعشرين .
العراق على هذا الحال . ممالك سادت ثم بادت ، والإنسان هو الإنسان ، يدرك في انتمائه للرغيف ولقدر البلاد إن الموت لأجلها حق ، ولهذا ففي العراق طوابير من شهداء الجندية والخوف والمبدأ ما يتفوق على شهداء القضايا الأخرى في المنطقة العربية .
يحلم العراقي بيومه بمقدار دورة رغيف الخبز الذي يشبع في العيال رغبة العيش إلى يوم آخر .
لم ينل من ثروة الأرض ما هو حق له . البترول في الازمنة السابقة كان للحكومات وأباطرتها ، النخيل لموسم مالك البستان ، مافي باطن الأرض لآياتي الى حصة أبن الأرض إلا ماندر وقد يكون على شكل راتب .
ولهذا بقي العراقي يجلس على الثروة الطائلة ولاينال منها . الرؤساء ، والوزراء ، واهل الجاه يمسكون خيراته . كان الخليفة العباسي يوزن ابتسامته بكيس الزمرد ، وكان الفقير يوزنها بكيس الخوف والدمعة. وقيل لأعرابي من العراق : مابالك وكيس ذهب يهبط على راسك ؟
قال : اهرب منه . قيل له ولم ؟
 قال : ستطمع فيَّ العسس وافقده وافقد روحي معه . اليوم تفكر الدولة بتوزيع الثروة وفق احلام الفقراء. داعش تعطل هذا ، والغرباء يريدون ابطاء حلم الحكومة ، الفاسدون واللصوص يساهمون في ذلك ، ولكن الأمل يرسم احلامه في فضاء امنياتنا. وأعتقد إن الامن وصفاء المجتمع سيكون جزءا من الحل .وحين يأتي الحل يأتي الرخاء ، وحين يأتي الرخاء حتى الرغيف يصير سعادة لقناعة إننا سنعيش مثلما يعيش إبن امارة بروناي .
وإلا مالفرق بين ذاكرة العراقي والذاكرة الاخرى في أي مكان من العالم المترف . الفرق كبير . فالعراقي ماهر بصناعة الاحساس ، وماهر بصناعة الاغنية ، وماهر بصناعة المدونة الجميلة ، ورغم هذا ما زال حظه مع رغيد العيش غير متجانس مع هذا الكم الهائل من الحلم الذي فيه . اتمنى ذات يوم أن يسقط كيس الذهب فوق راسي .
اتمنى ذات لحظة ان يسقط كيس البترول فوق راسي . وأن أبيعه لهناء عيالي .فيما العسس في نومهم يشخرون..

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر عبد السادة الإبراهيمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/03/02



كتابة تعليق لموضوع : الفقراء في العراق يحلمون برغيف الخبز في بلد البترول!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net