صفحة الكاتب : عمار العامري

المرجعية تناقش الأسس والمبادئ الاسرية
عمار العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
   ماذا ينتظر المجتمع العراقي؟ ما يجعل المرجعية العليا؛ تحذر وتشخص وتعالج الأوضاع الأسرية, وتأكيد على إصلاح المواطن؛ الذي يمثل حجر الزاوية بصلاح الأسرة, ونواة المجتمع, ربما المجتمع يسير لما لا تحمد عقباه, أمام التطورات التكنولوجية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية, المؤثرة بشكل مباشر على البناء الأسري, والتماسك المجتمعي, ومخاوف الاسلام من ذلك.
   الخطبة الثانية لصلاة الجمعة؛ في العتبة الحسينية المقدسة, بإمامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي بتاريخ 12/ جمادي الاول/ 1438هـ, الموافق 10/2/ 2017م, جاءت تتابع سلسلة المعالجات التي أطلقتها المرجعية الدينية, بداية عام 2017, حيث يشهد العالم, حراك قوي متأثر بالأحداث السياسية والامنية, خاصة في منطقة الشرق الأوسط, وانعكاساتها على الأوضاع الداخلية في بلدان المنطقة, ما يجعلها تؤثر سلباً على البناءات المجتمعية. 
   تطرق خطبة المرجعية؛ الى المبادئ والاساس, التي تبني وتنشئ الاسرة الصالحة, لو طبقت لأمكن كل واحد منا, أن يبني مواطناً صالحاً, وفرداً صالحاً, ومجتمعاً صالحاً, تتلخص بمبدأ الحقوق والواجبات داخل الاسرة نفسها, ومبدأ الحب والمودة والرحمة, ومبدأ التعاون والاحترام, ومبدأ القوامة, ومبدأ التسامح والعفو عن الاخطاء, هذه الأسس الصحيحة والواجبة في أسعاد المجتمع, ابتداءً من إصلاح الفرد, ونشأت الأسرة الصالحة.
   فمبدأ الحقوق والواجبات؛ يهدف لتنظيم الأدوار داخل الاسرة, من دون التنظيم ستعم الفوضى, فالأسرة السعيدة والمتماسكة بالتزامها بلائحة انضباطها, فالإخلال يشيع جو التفكك الاسري, من ذلك ينطلق مبدأ التعاون والاحترام, فلا يجب استهانة الرجل بزوجته, والاقلال من شأنها, المرأة أيضا لابد أن تتعامل مع الرجل بالاحترام والتقدير والاجلال أمام أولادها, وأمام المجتمع, وعدم احترام الزوجة لزوجها, أحد العوامل المهدمة للأسرة.
   أما مبدأ الحب والمودة والرحمة؛ تجد ينبعث من قوله تعالى: (وَمِن آياتهِ أن خَلَقَ لَكُم مِن أنفسِكُم أزواجاً لِتسكنُوا إليهَا وجَعَلَ بينكم مودَّة ورَحمةً) فالزوجة مصدر السكينة والاطمئنان النفسي, ومورد صيانة الزوج من الوقوع في الحرامات, وتحمل أسرار زوجها الخاصة, وتشارك معه بهموم الحياة ومصاعبها, وأيضا هي الوعاء الذي يحمل أولاده الى المستقبل, لانهم يمثلون الامتداد للرجل في هذه الحياة.
   فيما ينطلق مبدأ القوامة؛ من قوله تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُون عَلَى النِّساءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُم على بعضٍ وَبِمَا أنفقوا من أموالهِمْ) فلابد للأسرة من ربان يقودها, ويوجهها لما فيه خيرها وصلاحها, والقيادة للرجل بشرط لا يكون ظالماً ومتعسفاً, أما مبدأ التسامح والعفو؛ يمثل خير أخلاقنا, بالتسامح فيما بيننا, وعفو بعضنا عن بعض, فالنزاعات والاقتتال والازمات سببها ابتعادنا عن هذا المبدأ.
   هذه اللائحة الاخلاقية والسلوكية؛ تطرقها المرجعية الدينية, لما فيها من تشخيصات للحفاظ على تماسك المجتمع, ومعالجة الشروخ ببنيته المجتمعية, فالمؤثرات الخارجية بدأت تنفذ أجندتها داخل المجتمعات الشرق أوسطية, لتحقيق أهداف سياسية, لكن الدين الإسلامي وضع منهاج للأسرة, والالتزام فيه, يفشل كل المخططات الرامية لحلحلت المجتمع, وضرب أسسه العميقة من داخلها.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/02/13



كتابة تعليق لموضوع : المرجعية تناقش الأسس والمبادئ الاسرية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net