صفحة الكاتب : مهدي المولى

التظاهر حق وواجب ولكن
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نعم التظاهر حق وواجب وعلى كل انسان حتى لو كان بمفرده اذا شاهد سلبية او مفسدة  او خطرا وشرا يهدد شعبه ان يخرج متظاهرا منبها ومحذرا وطالبا وداعيا الى ازالته ازالتها حتى لو كان مجرد شكوك لكن وفق  القانون وفق الدستور
لو نظرنا الى المظاهرات التي تجري في العراق نظرة فاحصة لاتضح لك انها لغايات خاصة ظاهرها الجنة وباطنها النار   انها لعبة خدعة الهدف التآمرلغايات خاصة ومنافع ذاتية ان لم تكن لخدمة اجندات اجنبية كلمة حق يراد بها باطل كما قال الامام علي للذين رفعوا المصاحف وهذا ما حدث في مظاهرات واحتجاجات الانبار والموصل والحويجة وصلاح الدين التي كانت غطاء لداعش الوهابية وبالتالي سهلت لها غزوها للمناطق الغربية السنية وكادت تغزو العراق كله وتفرض ظلامها ووحشيتها لولا الفتوى الربانية  وتلبية العراقيين وتأسيس الحشد الشعبي المقدس الذي تصدى لهم واوقف مد ظلامهم ووحشيتهم وبدأ بمطاردتهم وها هو يحاصرهم في الضفة اليمنى من الموصل
لا شك ان حكومة المحاصصة الشراكة المشاركة التي فرضت على العراقيين بعد تحرير العراق في 2003  فرضها الواقع العراقي   رغم وجود دستور ومؤسسات دستورية وكنا نأمل ان حكومة المحاصصة ستزول وتتلاشى بحكم التزام وتمسك العراقيين بالدستور والمؤسسات الدستورية   للاسف الشديد ان  نفوذ  كرسي المسئولية وما يدره من مال ونفوذ   أنساهم هموم ومعانات الشعب العراقي وانشغلوا بجمع المال وبدأت المنافسة  بينهم من اجل الحصول على الكرسي الذي يدر اكثر ذهبا  وهكذا اصبح شغلهم الشاغل   وتخلوا تماما  عن القيم والاخلاق والمبادئ التي كانوا يدعون اليها ويناضلون من اجلها     كما تخلوا عن معانات وآلام الشعب عن الوطن حتى انهم تخلوا عن الدستور والمؤسسات الدستورية تماما وعادوا الى القيم والاعراف  العشائرية والاكثر تخلفا وسادت الفوضى ومن ثم الفساد والارهاب   للأسف حتى المظاهرات اثرت عليها المحاصصة فهناك مظاهرات سنية في مناطق سنية وهناك مظاهرات شيعية في مناطق شيعية وهناك مظاهرات كردية في مناطق كردية كم اتمنى ان تخرج مظاهرات  عراقية واحدة في ان واحد في الشمال والجنوب والغرب تصرخ بصوت واحد عراقي انا وانا عراقي 
لهذا على المتظاهر ان يكون هدفه الدعوة الى التمسك والالتزام بالدستور والمؤسسات الدستورية  والخضوع لارادة الشعب واحترامها  هذا هو الطريق السليم الذي يوصلنا الى بناء عراق   حر يحكمه القانون ويسوده العدل والمساوات     لهذا على القوى الوطنية الوقوف ضد اي مجموعة فرد يريد فرض رأيه وجهة نظره  بالقوة وانه وحده يملك الحقيقة وانه الافضل والاحسن
هدفنا ان نجعل الجميع تشارك وتساهم في بناء العراق وفي خلق الانسان وهذا يتطلب من الجميع ان تطرح افكارها ووجهات نظرها بحرية ومنطلقة من قناعتها الذاتية لاخوفا ولا مجاملة  وبالتالي نريد هذه الافكار ووجهات النظر تتلاقح تتفاعل مع بعضها لا نريدها تتصارع   فاذا تلاقحت وتفاعلت  مع بعضها اعتقد ستولد ثمرة جديدة وهكذا نبني وطننا ونطوره    الويل لنا ان تصارعت افكارنا ووجهات نظرنا  فلا نحصد منها الا الحروب والويلات وعدم الاستقرار
المعروف اننا عشنا آلاف السنين تحت حكم الرأي الواحد الفكر الواحد  الحاكم الواحد عشنا في ظل الاستبداد والعبودية  وفجأة وبشكل غير متوقع  أنقذنا المجتمع الدولي من بحر العبودية والاستبداد ورمانا في بحر الحرية والديمقراطية   وبما اننا لم نعرف  قيم الحرية واخلاق الديمقراطية لا نملك تجربة سابقة   استخدمنا في بحر الحرية والديمقراطية قيم واخلاق العبودية والاستبداد مثل الخوف  من الاخر عدم الثقة بالاخر الانانية   الحقد على الآخر الصعود على اكتاف الآخر  انا  الاصلح وغيري لا يصلح خائن وبدأت صراعات مختلفة عائلية عشائرية مناطقية دينية قومية طائفية حتى شعرنا بان الديمقراطية الحرية هما السبب وكثير ما نلوم بعضنا بعض هذه الديمقراطية التي أتى بها المجتمع الدولي  القوات الدولية  وهكذا تجاهلنا  سببها هو نظام الظلام الاستبدادي نظام الحزب الواحد الحاكم الواحد الذي احتل عقولنا ودمرها وزرع الخوف والذل والانانية  بقدر خوفنا من صدام وذلنا له نحاول ان نفرض الخوف والذل على الناس الاخرين الذي بمستوانا ودون مستوانا وهذه الحالة نحاول فرضها في زمن الحرية والديمقراطية
لهذا على القوى الديمقراطية ودعاة بناء الدولة المدنية العلمانية  ان تكون مهمتهم الاولى وهدفهم الوحيد هو دعم الديمقراطية وترسيخها  من خلال ترسيخ القيم والاخلاق الديمقراطية  فالديمقراطية ليست ملابس نرتديها ونخلعها حسب الرغبة بل تحتاج الى ممارسة الى تجربة الى وقت مثل تعلم  السباحة قيادة السيارة
كما يتطلب منها الالتزام والتمسك بالدستور والمؤسسات الدستورية  الى درجة التقديس وتحرم خرقها التجاوز عليها القفز فوقها تحت اي ظرف ورفض اي توافق مهما كان خارج الدستور والمؤسسات الدستورية
كما على القوى الوطنية الديمقراطية دعاة المدنية والعلمانية كما يدعون ان يكون قربها وبعدها من  القوى والتيارات السياسية من خلال قرب وبعد من خلال تمسك والتزام وعدم التزامها وتمسكها بالدستور والمؤسسات الدستورية
 فالعراق يعيش في حالة  غير طبيعية   انه يخوض حربا ضارية اي حالة غير طبيعية خارجة على الدستور والمؤسسات الدستوري ستؤدي الى الفوضى وستكون فرصة مناسبة لاختراق الجهات المعادية كما حدث في مظاهرات الانبار والموصل

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/02/13



كتابة تعليق لموضوع : التظاهر حق وواجب ولكن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net