صفحة الكاتب : عمار العامري

كردستان وحلم الاستقلال
عمار العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
   كردستان العراق؛ أرض الأكراد القومية, منذ مئات السنين, عانى ما عانى أهلها من ظلم الحكومات, وسطوة السلطات, والحروب المدمرة, وصلت للإبادة الجماعية, أتخذ زعماءه الجبال ملاذ آمن لهم لأجل تحريرها, من بطش الطائفية والدكتاتورية, فأمنوا بعدما عُزلت عن طيار بغداد عام 1991, وتأقلمت بعد التغيير, فقدح حلم الاستقلال بأذهان أبنائها.
   لا يخفى إن صراع أكراد العراق, يمتد لعقود طويلة مع السلطات الحاكمة في بغداد, للتدخل الخارجي, والحسابات الإقليمية الأثر البالغ في ما وصل اليه الحال في كردستان آنذاك, من زهق للأرواح, ودمار للمدن, وخراب البنية الاقتصادية والتنموية, مصير الاكراد لم يكن محصوراً داخل العراق, بقدر إن المصير مشترك, موزع على عدت دول مجاورة في مقدمتها؛ روسيا وإيران والعراق وتركيا وسوريا.
   إن الحديث عن استقلال كردستان العراق, لم يكن قديماً, بقدر إن الصراع كان من أجل الحكم الذاتي, لكن تصدر قضية الاستقلال المسائل الرسمية, برزت بعد التغيير 2003, نتيجة السياسات التي تستخدمها حكومة بغداد 2006-2014, أثر أعداد الميزانية العامة للعراق, التي باتت ورقة ضغط, ومساومة بين بغداد واربيل, لتحقيق مصالح سياسية معينة, خلالها يبرز أمر هام, متعلق بضعف اقتصاد الداخلي لكردستان.
   الاقتصاد؛ يشكل العمود الفقري في بناء أي كيان, عليه يعتمد مدى الاستقرار السياسي والأمني والاجتماعي, إقليم كردستان لم يملك اقتصاد جيد, يضاهي دول الجوار, ما يجعل ذلك معرقل كبير أمام طموحاته الأكراد, فيما يأتي عدم امتلاك الإقليم الجيش الوطني الموحد, عقبة مهمة تعيق التحديات المستقبلية, لاسيما إن كردستان لم تكن تتمتع بوحدة عسكرية مشتركة, فكلا القطبين فيها له جيش خاص.
   ما يجعل الجميع أمام أمر واقعي, هو عدم توفير وتهيئة الأجواء المناسبة داخلياً وخارجياً, فالأحزاب الكردية تعيش حالة من الصراع السياسي, وعدم التوافق فيما بينها, خاصة الاختلاف المعلن على رئاسة الاقليم, المحصورة في قيادة الحزب الديمقراطي, ما ينجر أصلاً الى الإخفاق الإداري في توحيد السلطة بين السليمانية وأربيل, فالظاهر أن الحكومة موحدة, وهذا باعث أعلامي جيد, لكن الحقيقة غير ذلك.
   وجود فجوات كبيرة بين الأطراف الكردستانية, يعطي مؤشرات, إن عدم الاستقرار الداخلي, لا يؤدي الى تفاهمات حول تقرير المصير, هذا الأمر يرجع لصوت الشعب الكردي, الذي يعاني الامرين بين الضغوط المعيشية, بسبب الضعف الاقتصادي, وعدم التفاهم مع بغداد, والمستقبل المجهول إذا تمت المغامرة بالاستقلال, لذا لا يرجح طرح قضية الانفصال بشكل حاسم وحازم, فنتائج الاستقلال في الوقت الراهن غير مجدية.
   رغم إن حديث حلم الاستقلال؛ يزداد كلما اشتدت الازمات داخل الاقليم, أو تأزمت مع بغداد, فالحلم الحقيقي للأكراد, ما زال يحبو, خاصة إن مسالة الاستقلال تحتاج للمزيد من كسب الأصوات الدولية والإقليمية, لكن الحقيقة تقول؛ إن كردستان لا يمكن أن تنفصل عن الوطن الأم, هذا ما تشير إليه الدلالات التاريخية.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/02/10



كتابة تعليق لموضوع : كردستان وحلم الاستقلال
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net