الموسوي: المرجعية الدينية راعية لمبدأ التقارب والتواصل والاجتماع على وحدة الكلمة .
ذكر السيد علاء الموسوي رئيس ديوان الوقف الشيعي في العراق أن تقارب العلماء على مختلف انتماءاتهم الدينية والمذهبية والقومية وتواصلهم الجاد المستمر سيترك أثرا كبيرا في تقارب فئات المجتمع العراقي.
جاء ذلك في لقائه الدكتور بشير خليل الحداد أمام وخطيب (مسجد جليل الخياط) في أربيل بإقليم كردستان ليوم الخميس.
وتبادل الطرفان وجهات النظر حول توثيق العلاقات بين العلماء عبر اللقاءات والزيارات المتبادلة المتواصلة التي من شأنها أن تحقق انفتاحاً ووئاماً وتفاهماً لمجمل القضايا التي يتعرض لها العراق.
ومن جانبه أكد السيد علاء الموسوي أن زيارته لإقليم كردستان جاءت من أجل تحقيق هذا الهدف بعد أن وجهت له وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في الإقليم دعوة له.
وذكر الموسوي أن مواقف العلماء والخطباء يمكنها أن تحقق قدرا كبيرا من الثقة بين أبناء الشعب الواحد، وأن تبعث رسائل الاطمئنان وتعيد للصلات الاجتماعية روابطها من جديد بعد أن استغل المتطرفون والتكفيريون بعض الخصومات السياسية فأوقعوا بين فئات المجتمع سعياً منهم لتدمير النسيج الاجتماعي في العراق واشعال الفتن لتحطيم البلد.
وأشار الموسوي في لقائه إلى مواقف المرجعية الدينية في النجف الأشرف الراعية لمبدأ التقارب والتواصل والاجتماع على وحدة الكلمة وإشاعة ثقافة التعايش واحترام المكونات الدينية والمذهبية والقومية في العراق، وهي رسالة السلام والمحبة للجميع.
ومن جانبه شكر الحداد زيارة رئيس ديوان الوقف الشيعي لإقليم كردستان ومسجد جليل الخياط الذي يعد المسجد المركزي في مدينة أربيل عاصمة الإقليم، مبدياً تقديره البالغ للزيارة وما حملت معها من رسائل ايجابية تخدم مصالح الشعب العراقي كافة.
هذا وحضر اللقاء عدد من العلماء وممثلي الديانات في إقليم كردستان الذين أشادوا من جانبهم بزيارة رئيس الديوان مؤكدين سعيهم لأن تتبعها خطوات لاحقة من الجانبين.
كذلك أكد السيد علاء الموسوي رئيس ديوان الوقف الشيعي حاجة المجتمع العراقي إلى الحصانة من الفكر التكفيري الراعي للإرهاب وتخريب النسيج الاجتماعي في العراق، ولاسيما بعدما تعرض له من هجوم داعش ونشره الأفكار الضالة الهدامة داخل الأوساط المختلفة واستعماله الأساليب القسرية في تضليل الشباب وحتى الأطفال، جاء ذلك خلال لقاء الموسوي عددا من ممثلي الديانات في إقليم كردستان بأربيل.
واستمع الموسوي إلى ما قدمه ممثلو الديانات من مسلمين ومسيحين وصابئة وايزدين وغيرهم إلى المعاناة التي تعرضوا لها على اثر هجوم داعش على مناطقهم، وحجم الدمار الذي تعرضت له المناطق، والمأساة الإنسانية التي نالت الأسر من قتل وتشريد واغتصاب وأسر وفقدان وتهجير، كل ذلك بسبب من الخطاب الديني المتطرف الذي يدعو إلى قتل الإنسان على أساس الاختلاف في الدين أو المذهب أو القومية.
وذكر ممثلو الديانات للموسوي حاجة النازحين من مختلف المناطق إلى الإغاثة والعون والمساعدات اللازمة، ولاسيما تأمين العودة لهم إلى مناطقهم، والأهم من ذلك كله توفير المناخ الثقافي والاجتماعي الصالح لهم في ظل خطاب ديني معتدل يؤمن بالآخر ويستوعب الجميع.
من جانبه أكد رئيس ديوان الوقف الشيعي لوكالة نون الخبرية أن الفكر التكفيري لا ينسجم مع تكوين المجتمعات داعيا إلى منعه من ارتقاء المنابر للتحريض على العنف والتطرف، وأن يكون للقانون موقف من ذلك بتجريم كل من يدعو إلى التكفير والتحريض الديني أو الطائفي وملاحقة المحرضين وأن يكون للأوساط والمؤسسات الدينية المعتدلة موقفا صلبا في مواجهة التكفيريين.
ودعا الموسوي أيضا إلى ضرورة تأهيل الناجين من بطش داعش تأهيلا نفسيا وفكريا وثقافيا وذلك ما يقع على عاتق العلماء والحكماء الناصحين والمؤسسات ذات الخطاب الوسطي مؤكدا استعداد ديوان الوقف الشيعي للمشاركة في ذلك كونه يتبع رؤى المرجعية الدينية الداعية إلى السلام والمحبة والوئام.
ومن المؤمل أن ينظم لاحقا لقاء موسع يجمع ممثلي الديانات بالوقف الشيعي لتوحيد الصف العراقي ومواجهة التطرف والتكفير ومكافحته باللقاءات المشتركة والحوار الجاد المستمر ووضع خطط عمل كفيلة بالقضاء على التكفير والمروّجين له.
هذا ويأتي لقاء الموسوي بممثلي الديانات في ضمن زيارة يقوم بها لإقليم كردستان بناءً على دعوة من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في الإقليم.