صفحة الكاتب : سيد جلال الحسيني

تعلم الهدوء من امامك
سيد جلال الحسيني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بسم الله الرحمن الرحمن 

الحمد لله والصلاة والسلام على محمد واله :

ان من تابع اسلوب امير المؤمنين عليه السلام في رد الاعداء لوجده اهدء انسان في محاوراته وان مناقشته احلى من العسل والذ من ماء الكوثر ؛ طبعا يكون هكذا لانه حق والحق يحتاج الكل له وهو غني عن الكل ؛ لاحظ هذه الرواية المباركة وتدبرها جيدا لتجد الجمال فيها واغسل قلبك بالدموع التي جرت من عينيك حينما تقرء هذه الرواية التي تبين لك من هو قائد الغر المحجلين وتعلم طريقة النقاش مع اعداءك فضلا عن اخوانك واصدقاءك:

بحارالأنوار ج : 30 ص : 113

** عدة رَوَى الْحَكَمُ بْنُ مَرْوَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ حَبِيبٍ، قَالَ نَزَلَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ نَازِلَةٌ قَامَ لَهَا وَ قَعَدَ، وَ تَرَنَّحَ لَهَا وَ تَقَطَّرَ. ثُمَّ قَالَ يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ مَا عِنْدَكُمْ فِيهَا. قَالُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْتَ الْمَفْزَعُ وَ الْمَنْزَعُ، فَغَضِبَ، ثُمَّ قَالَ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ قُولُوا قَوْلًا سَدِيداً أَمَا وَ اللَّهِ أَنَا وَ إِيَّاكُمْ لَنَعْرِفُ ابْنَ بَجْدَتِهَا، وَ الْخَبِيرَ بِهَا. قَالُوا كَأَنَّكَ أَرَدْتَ ابْنَ أَبِي طَالِبٍ. قَالَ وَ أَنَّى يُعْدَلُ بِي عَنْهُ، وَ هَلْ طَفَحَتْ حُرَّةٌ بِمِثْلِهِ. قَالُوا فَلَوْ بَعَثْتَ إِلَيْهِ. قَالَ هَيْهَاتَ هُنَاكَ شِمْخٌ مِنْ هَاشِمٍ وَ لُحْمَةٌ مِنَ الرَّسُولِ (صلى الله عليه واله )، وَ أُثْرَةٌ مِنْ‏ عِلْمٍ يُؤْتَى لَهَا وَ لَا يَأْتِي، امْضُوا إِلَيْهِ فَاقْصِفُوا نَحْوَهُ، وَ أَفْضُوا إِلَيْهِ، وَ هُوَ فِي حَائِطٍ لَهُ وَ عَلَيْهِ تُبَّانٌ يَتَرَكَّلُ عَلَى مِسْحَاتِهِ وَ هُوَ يَقُولُ أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً أَ لَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى‏ ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى وَ دُمُوعُهُ تَهْمِي عَلَى خَدَّيْهِ، فَأَجْهَشَ الْقَوْمُ لِبُكَائِهِ، ثُمَّ سَكَنَ وَ سَكَنُوا، وَ سَأَلَهُ عُمَرُ عَنْ مَسْأَلَتِهِ فَأَصْدَرَ إِلَيْهِ جَوَابَهَا، فَلَوَى عُمَرُ يَدَيْهِ. ثُمَّ قَالَ :

أَمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ أَرَادَكَ الْحَقُّ وَ لَكِنْ أَبَى قَوْمُكَ. فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَهُ :

يَا أَبَا حَفْصٍ خَفِّضْ عَلَيْكَ مِنْ هُنَا وَ مِنْ هُنَا إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كانَ مِيقاتاً. فَانْصَرَفَ وَ قَدْ أَظْلَمَ وَجْهُهُ وَ كَأَنَّمَا يَنْظُرُ مِنْ لَيْلٍ.

بيان :

قال الجوهري تَرَنَّحَ تَمَايَلَ مِنَ السُّكْرِ و غيرِهِ، و رُنِّحَ عَلَيْهِ ترنيحاً على بناء ما لم يسمّ فاعله.. أي غُشِيَ عَلَيْهِ، أو اعْتَرَاهُ وَهْنٌ فِي عِظَامِهِ فَتَمَايَلَ، و هُوَ مُرَنَّحٌ.

و في القاموس تَقَطَّرَ تَهَيَّأَ للقتال، و رَمَى بنفسه من عُلُوٍّ، و الجِذْعُ.. انْجَعَفَ.. أي انْقَلَعَ. و قال هُوَ ابنُ بَجْدَتِهَا للعالم بالشّي‏ء، و للدّليل الهادي، و لِمَنْ لَا يَبْرَحُ عَنْ قَوْلِهِ، و عنده بَجْدَةُ ذلك.. أي عِلْمُهُ. و قال طَفَحَتْ كَمَنَعَ بالولد وَلَدَتْهُ لِتَمَامٍ. و قال شَمَخَ الجبلُ عَلَا و طَالَ، و الرّجلُ بأنفه تَكَبَّرَ.. و نِيَّةٌ شَمَخٌ محرّكةً بَعِيدَةٌ..، و الشّامخُ الرّافعُ أَنْفَهُ عِزّاً. و الأُثْرَةُ البَقِيَّةُ مِنَ العِلْمِ يُؤْثَرُ. و قال في الحديث أَنَا و النّبيّون فُرَّاطُ القَاصِفِينَ هُمُ المزدحمون كأنّ بعضهم يَقْصِفُ بعضاً لِفَرْطِ الزِّحَامِ، و تَزَاحُمِهِمْ بِداراً إلى الجنّة.. أي نحن متقدّمون في الشّفاعة لقوم كثيرين متدافعين..، و القَصْفَةُ من القوم تَدَافُعُهُمْ و تزاحمهم، و رقّة الأرطى و قد أَقْصَفَ. و قال التُّبَّانُ كرُمَّانٍ سراويلُ صغيرٌ. و قال تَرَكَّلَ بِمِسْحَاتِهِ ضربها برجله لتدخل في الأرض.

و قال سَحَا الطّينَ يَسْحِيهِ و يَسْحُوهُ و يَسْحَاهُ سَحْياً قشره و جرفه، و المسحاة بالكسر ما سُحِيَ بِهِ. و قال خَفِّضِ القولَ يا فلانُ لَيِّنْهُ، و الأمرَ هَوِّنْهُ. قوله من هنا و من هنا.. أي من أوّل الأمر حيث منعتني الخلافة و من هذا الوقت حيث تقرّ لي بالفضل، و يمكن أن يقرأ (من) بالفتح فيهما.. أي من كان المانع في أوّل الأمر و من القائل في هذا الوقت، أي لا تناسب بينهما، و على الأول يحتمل أن يكون أحدهما إشارة إلى الدنيا و الآخر إلى العقبى‏ .

اسالكم الدعاء

بقلم : سيد جلال الحسيني 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيد جلال الحسيني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/08/22



كتابة تعليق لموضوع : تعلم الهدوء من امامك
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net