صفحة الكاتب : زهير مهدي

راعي الخرفان
زهير مهدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
رغم تطور اساليب الرعي و اعتمادها تقنياتٍ تجعل الماشية تنخرط في النظام لا شعورياً لدرجة ان الدابة تعرف رقمها المعلق على اذنها لتقف في المحلب و المعلف بالمكان ذي الرقم المشابه لرقم اذنها. 
 
الا ان في بعض الدول المتطورة حديثا يتمسك القائمون على الثروة الحيوانية يإعتماد الطرق القديمة ذاتها للرعي كاستخدام كلب الرعي الاسود الذي يُنَفِر بنباحه الكريه العدو و الصديق.
 
لم يكمل دراسته الثانوية، فاراد ان يعوض عقدة نقصه العلمي بالالتحاق بدورات عرفاء شرطة في الاردن بكتاب رسمي مخطوط على جلد الماعز من شيخ قبيلته عام ١٩٧٠ ليتخرج من تلك الدورة السريعة شرطياً (بوليسياً اسود).
 
عاد من الاردن ليتفاجأ ان قبيلته بدأت بإعلان الاتحاد مع باقي القبائل المجاورة لتأسيس كيان جديد يدعى الامارات المتحدة نهاية عام ١٩٧١
على مبدأ ( منكم امير و منا امير،، و الانكليز تقود الحمير ).
 
و لان تلك الامارات التي اتحدت كانت قد تعهدت و منذ علم ١٨٥٣ للانكليز قبل انسحابهم بلا ادنى مقاومة ان تتولى بريطانيا ( الدفاع ) و ( العلاقات الخارجية ) لتلك القبائل مع الاحتفاظ بشيء من الاحترام لطبق الكبسة ؛ 
 
فانه بات من المتوقع ان تزدهر تلك الامارات لانها باختصار مقاطعة بريطانية و ليس لمشايخ ال نهيان و ال مكتوم اي فضل في تطورها؛ فهم كالبدوي الامي الذي يملك مصباح علاء الدين المليء بالنفط و المكتوب عليه
 ( Made in England ).  
 
كل ما عليهم فرك ذلك المصباح ليصب نفطا في الماكنة البريطانية لتبني لهم بلدا مزدهرا.
 
و لكي نكون اكثر موضوعية لابد من الاشارة الى انه و كما قيل ( الخير يعم ) فإن تلك المشايخ قد حسن حالها الدبلماسي و انتظمت علاقاتها بمحيطها الخارجي بسبب ما تشهده من ازدهار اقتصادي متسارع فظهر منهم بعض الوجهاء الكرماء على شاكلة المرحوم شيخ زايد. 
 
لكن سرعان ما ازيح قناع الوداعة و التحضر عن وجوه تلك المشيخة متأثرين بأراجيز حكومات جزر مجاورة اصبحت بقدرة نفط قادر دويلاتٍ كقطر و البحرين.
 
جزرٌ لا تكاد تُرى على الخارطة تهدد و تتوعد و تتدخل في شؤون دول عظمى ذات عمق تاريخي و اجتماعي يمتد لآلاف السنين كالعراق و مصر و اليمن و سوريا.
 
فبرز نفسٌ جديد لمشيخة امارات ساحل القراصنة يتسم بالعربدة و الفتوة فاصبح لها جيشا هنديا بسلاح امريكي انخرط فيما يعرف بدرع البعيرة او ( درع الجزيرة) لا اذكر؛ و الذي تقوده سيدة الصحراء السعودية.
 
و من ابرز عرابي تلك الانفاس النكرة الفتية في تلك المشيخة هو صوت كلبهم الاسود (راعي الخرفان) ضاحي الخلفان الذي يتعاطف مع الولايات المتحدة الامريكية في تطبيقها قوانين صارمة ضد اللاجئين العراقيين و غيرهم.
 
هذا الشرطي المتخلف يصف شعب العراق و ايران و الصومال بانها شعوب متخلفة.
 
قد نجد له العذر في ذلك لانه لم يجرب يوما الانتماء لشعب؛ فلا يعرف معنى كلمة شعب لان الامارات باحسن احوالها لا تصل الى ١٠ ملايين نسمة كلهم من الهند و باكستان و متفرقة .
اما الاماراتيون فهم اقل من مليون واحد اي اقل عددا من اقل مدينة بالكثافة السكانية في العراق.
 
يصفنا بغير المنتجين و نستحق الطرد من اميركا وهو معذور في ذلك ايضاً. 
 
لان فهمه للانتاج منحدر من نظرة (الامارات كدولة) للانتاج بعد ان احست ان احتياطيها من النفط بدأ بالتضائل فإعتمدت انتاجا من نوع اخر؛
وهو انتاج الدعارة و القوادة و هي بذلك تفوق الفلبين و المكسيك و فرنسا.
 
نعم ان الانتاج في مفهوم هذا الكلب النابح في غير اوانه هو:
أن تستجلب الفتيات المسكينات من الهند و سنغافور و المغرب و تونس و فيتنام بعقود عمل في قطاع السياحة او التربية و من حيث لا يشعرن تضعهن امام الامر الواقع بين مطرقة (العوز و الغربة) و سندان ( الريالات الزاهية) لتجد نفسها انخرطت في الدعارة تدريجيا و علقت هناك.
 
نعم فالدعارة يا راعي الخرفان نفط دائم.
 
يتحدث عن التخلف و عدم الانتاج متناسيا انه لا وجود لدولة اسمها الامارات اصلا و الى يومنا هذا.
 
 فتلك البقعة من الارض على ساحل ذلك الخليج الملعون عبارة عن ارض استثمارية لعقول بنو البشر من اوربيين و امريكان و استراليين و يابانيين و صينيين و لا وجود لاي عقل اماراتي متعفن على ترابها مع احترامنا للطيبين.
 
فهي بإختصار ( باطنها نفط و سطحها استثمار اجنبي) .
 
لذلك ايها الكلب الاسود انت و اسيادك اخر من له الحق في التفلسف و تقييم ما هو تخلف او تطور.
 
 فلا تتكلم عن شعوب انت لم تحفظ بيتا شعريا واحدا لشعرائها يفوق بالقيمة البلاغية كل ما تفوهت به عشيرتك عن سابع ظهر.
 
لا تسيء لشعوبٍ انت لم تفهم قانوناً رياضياً واحداً لعلمائها كان الاساس لبناء خرافة دولتك بايادٍ اجنبية.
 
نحن لا ننتقص منكم و لم نسيء لكم يوما و تربطنا صداقات مع الطيبين في الامارات و عموم الخليج.
 
 نحترم حتى تراثكم البدوي الجميل لكن لن نحتمل منكم الاساءة لشعوبنا العريقة التي انهكتها حروب نفطكم و ريالاتكم. 
 
اعرف حجمك يامن عجزت انت و ابائك عن ان تسترجع حقكم في جزرٍ اخذتها ايران رغما عن انوفكم و قد ياتي اليوم الذي تكون فيه تلك الجزر منطلقا لصواريخ تطلقها ايادٍ عراقية على رؤوسكم ان لم تلتزموا حدود الادب و تحفظوا حقوق الجيرة.
 
اهتم بخرافك ايها الكلب الاسود ( ضاحي الخلفان)
 
٣١/١/٢٠١٧

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زهير مهدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/01/31



كتابة تعليق لموضوع : راعي الخرفان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net