من أجل ألا تعود المفخخات الى شوارع بغداد

 بدأت منذ الان ، وقبل ان تحرر الموصل بالكامل ، بعض الاصوات تتنبأ بوقوع تفجيرات في المناطق الشيعية في العراق وخاصة في العاصمة بغداد ، ينفذها “الدواعش” انتقاما لهزيمتهم في الموصل ، وبهدف اثارة فتنة طائفية في العراق.

هذه الاصوات  تبرر “حفلات” قتل الشيعة ، بتكرار “النغمة”  التي تتحدث عن “هيمنة الشيعة” و”تهميش السنة” و ” تجنيد داعش” لعناصرها من “الشباب السني النازح والمشرد من مناطقهم المحرومة من الخدمات” في غرب العراق.

“التنبؤ” بسيل من السيارات المفخخة التي ستغزو بغداد وتنفجر في شوارعها وازقتها واسواقها وتحصد ارواح الالاف من الشيعة منذ الان ، ليس من عمل “المحللين السياسيين العراقيين والعرب ،  فقط بل يشاركهم فيه دبلوماسيون ومحللون ومراكز ابحاث اجنبية ، فالجميع يتحدث عن تحول اسلوب “داعش” من إدارة أراض يسيطر عليها ، إلى أساليب التفجيرات لتأجيج التوترات الطائفية ، وفي هذا الشأن يقول مايكل نايتس من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى ، إن استخدام السيارات الملغومة بشكل متكرر هذا الشهر يُظهر أن شبكات “داعش” حول العاصمة انتعشت ، فيما توقع دبلوماسي غربي ، كما نقلت وكالة رويترز ، إن تكون بغداد والمناطق المحيطة بها الهدف الرئيسي ل”داعش” في مرحلة ما بعد الموصل ، وان ما نراه الآن هي عناصر “داعش” التي تبقت في محافظة الأنبار في أعقاب تحرير الرمادي والفلوجة وهيت وحديثة.

لم يعد مقبولا فرض هذه “المعادلة” الدموية على شيعة العراق بعد اليوم ، والتي تقوم على “حتمية” “ذبح” الشيعة في حال “انتصار” “داعش” وحتمية “تفجير” الشيعة في حال هزيمة “داعش” ، فقد ولت تلك الايام التي كان يُساق فيها اكثر من الفي شاب شيعي الى حتفهم ، ويذبحون في اقل من ساعة على يد عصابات “داعش” ، ففي تلك الايام لم يكن هناك الحشد الشعبي ، الذي طرد “الدواعش” من المناطق الغربية من العراق واليوم من الموصل ، وهربوا وهم متنكرين بزي النساء.

ان الرد على ما يقال ، عن ان الايام القادمة ستشهد تفجيرات دموية في المناطق الشيعية في بغداد ، سيكون بتولي الحشد الشعبي المسؤولية الامنية في تلك المناطق ، فالحشد الذي اثبت قدرته على طرد “الدواعش” من معاقلهم في غرب العراق والموصل ، هو اقدر على اصطياد “الدواعش” في بغداد المناطق المحيطة بها.

عندما نقول الحشد الشعبي لا نعني هنا المكون الشيعي فقط ، كما يحلو للطابور البعثي الطائفي المندس في العملية السياسية و”دواعش” السياسة ، والاعلام الخليجي الطائفي البغيض ، ان يروج له ، فنحن نعني بالحشد الشعبي وهو الحشد الذي يضم الشيعة والسنة والمسيحيين وكل العراقيين الذين لم يقعوا في فخاخ الطائفية الكريهة ، وتعاونوا على دحر “داعش” من المناطق الغربية والموصل ، فهذا الحشد هو الذي سيضع حدا لتلك “المعادلة” الدموية التي تقوم على قتل “الشيعة” ، وعلى قتل “السنة” عبر زجهم في حروب وفتن لا ناقة لهم فيها ولاجملا.

ان على الحكومة العراقية ، وبعد انتصار الموصل ، ان تفضح كل الشخصيات التي ساهمت في تسلط “داعش” على المناطق “السنية” من العراق  ، وان تقدمها الى العدالة ، وتضرب بيد من حديد للحيلولة دون عودة “الدواعش” ، وان تعمل على اسكات اصوات الفتنة التي تعمل لاجندات خارجية ، عبر التاكيد على المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها المناطق الغربية من العراق ،واظهارها على انها متعمدة وتستهدف السنة ، فيما القاصي والداني يعلم ان المحافظات الوسطى والجنوبية من العراق هي اكثر المناطق فقرا وحرمانا في العراق ، وان اهالي تلك المناطق يعانون اوضاعا اقتصادية صعبة وغيابا كاملا للخدمات ، وهي حالة تكاد تكون عامة في العراق وللاسف الشديد ، وليست خاصة بالمناطق الغربية منه ، كما يحاول “الدواعش” والبعثيون والطائفيون واصحاب النفوس المريضة والاعلام الخليجي الطائفي تاكيده.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/01/19



كتابة تعليق لموضوع : من أجل ألا تعود المفخخات الى شوارع بغداد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net