صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الإقتصاد يحكم ويُجرم!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 العالم يحكمه الإقتصاد , والدول القوية عبارة عن مؤسسات إقتصادية وحسب , ولهذا فأن الإنتخابات في أمريكا أسفرت عن نتائج تتفق وهذه الحقيقة , كما أن الإدارة القادمة بمكوناتها عبارة عن تجمع أكبر لأصحاب القدرات المالية الهائلة , وهذا يعني أن القرن الحادي والعشرين سيكون ميدانا للتافسات والصراعات الإقتصادية الكبرى , ولذلك بدأ التركيز على الصين من قبل الإدارة القادمة.

 
وبعض الدول القوية لا تملك من القدرات الإقتصادية إلا تصنيع الأسلحة , فتجدها منغمسة في إيجاد أسواق لبضائعها , وأسواق الأسلحة الحروب.
 
وأصبحت الدنيا منقسمة إلى حالتين , فأما أنت تكون سوقا للبضائع المتنوعة , أو للأسلحة , أو كليهما معا , لكن السلاح ما أن يحل في مكان فأن الذين باعوه سيخلقون سوقا له , لتأمين البيع الدائم والإنتاج المتعاظم.
 
ويبدو أن الدول الثرية , خصوصا النفطية منها , إرتضت أن تكون أسواقا للأسلحة , أو مسوقا لها , فقد تدخل في حروب أو تساهم بحروب بعيدة عنها , ومعظم أموال الأسلحة في منطقة الشرق الأوسط تمولها ثروات النفط  وتعززها فتديم الحروب والصراعات المتفاقمة.
 
وفي واقع الأمر أن الصين هي المهيمنة على العالم بمنتوجاتها , وهي الأقدر إقتصاديا من أية دولة لأنها تصنع كل شيئ وبكلفة مناسبة , بعكس الدول الأخرى التي تزداد فيها كلف الإنتاج , ولا تقدر على تصنيع كل شيئ.
 
فالأسواق العالمية في أمريكا واليابان وأوربا , تزخر بالبضائع الصينية , ومن النادر أن تجد بضائع مصنعة في تلك الدول بأسواقها , لأن كلفة التصنيع عالية , كما أنها ركزت في إقتصادها على التصنيع الحربي وآخر تقنيات الأسلحة , التي تبيعها بأسعار باهضة للمجتمعات المتورطة بحروب أو التي تم توريطها فيها.
 
ومن المفجع أن تتحول الدول العربية إلى أسواق للأسلحة , وتنأى عن الفكر الإقتصادي والفهم الإقتصادي للتفاعلات العالمية والإقليمية , وتسقط في المنزلقات والأحداث التي يتم دفعها إليها وتوريطها بمسلسلاتها وتداعياتها القاسية , ولهذا فأن النسبة العظمى من الثروات العربية النفطية تذهب إلى شركات السلاح في الدول القوية , التي تريد لهذه المصانع أن تتواصل بإنتاجها , وإلا ستغلق أبوابها وتعلن إفلاسها.
 
فهل من يقظة إقتصادية عربية وحرص على ثروات النفط وإستثمارها بما ينفع الناس؟!!
 
تساؤل في زمن تدور فيه الحروب والصراعات والويلات في الدول العربية , وهي في حالة إستنفار وإنسجار , ولربما ينفع السؤال؟!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/01/17



كتابة تعليق لموضوع : الإقتصاد يحكم ويُجرم!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net