الفهم الخاطئ لحرية التعبير عن الرأي..
وضحة البدري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كلنا نعلم أن حرية الفرد عندما تنتهي, تبدأ حرية الاخرين، وما نلاحظه لدى الشعب العراقي, بعد سقوط الطاغية, انطلق هذا الشعب المكبوت عن التعبير, عما في ذاته, أكثر من 35 سنة, حُرِمَ فيها من هذه الحرية.
بعد 2003 انتشرت وسائل التعبير عن الرأي, المرئي والمسموع والمقروء، وأصبحت حرية الرأي متاحة للجميع، لاسيما بعد انتشار التقنيات الإلكترونية، وتوفر التواصل الاجتماعي عبر الشبكة العنكبوتية، باستخدام الفيس بوك وغيرها.
لو أخذنا على سبيل المثال الفيس بوك، لشهرته لدى المجتمع العراقي نرى الكثير من الفهم، الغير صحيح والتعبير الغير متوازن، عن الأفكار والآراء المختلفة عبر هذه التقنية.
نأتي بشيء من التفصيل حول الفيس بوك، وتداوله لدى الشعب العراقي بفئاته العمرية المختلفة، وكذلك طبقاته الثقافية المتنوعة نظراً لسهولة استخدامه، نجد المواضيع الهامة وغير الهامة تنشر عبره، وما يهمنا في هذا الأمر هو تعامل المتفاعلين مع ما ينشر خلاله. فتارة نجد الأمور الدينية والسياسية والعاطفية وغيرها، يكون التفاعل في بعض ما ينشر سلبي جداً، وذلك باللجوء للسب واللعن والتلفظ بالألفاظ الغير مقبولة، مما يزيد الأمور تعقيداً، وخلق الروح العدائية والكراهية، وكأن الحرية تطلق العنان لكل ما يجول في النفس البشرية!
وكأن الجميع لم يسمع الحديث النبوي الشريف لنبينا الأكرم (ص) '' الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ '' وكذلك الحديث النبوي القائل: '' الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ '' (صدق رسولنا الكريم صلوات الله عليه وآله وسلم)،ففي الحديث الأخير ورد تقديم اللسان على اليد، لأن أذى الكلام يكون أثره أعظم من أثر الفعل الجسدي، ويبقى لفترات طويلة يرسخ في النفوس. ولنرى كم هي رائعة الكلمات الطيبة فقد جاء في الذكر الحكيم قوله تعالى: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (سورة إبراهيم الآية 24) علينا أن ندرك أن وسائل التواصل الاجتماعي، فيها فوائد كبيرة لو استخدمت بالشكل الأمثل، ومن خلالها يمكن نشر الثقافة والوعي وإيصال المعلومة الصحيحة.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
وضحة البدري

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat