صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

فقدان الرغبة
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 لم تعد من رغبة فعوامل تحقق السعادة ماعادت تجد بيئة صالحة هنا. نحن نتعذب مثل العبيد والأرقاء حين يتحملون ألوان التنكيل والإهانات، وعليهم أن يعملوا بصمت ليجدوا بعض الطعام، وقليلا من الراحة، ومزيدا من الخوف والقلق والترقب، فهم ملزمون بالعمل طوال النهار وبعض الليل دون أن يكون بمقدورهم الشعور بالتعب، أو طلب الراحة من سيدهم المطاع في الحقل، أو في المزرعة الكبيرة، أو في المصنع الكبير، ولابد من زيادة الإنتاج ليمتلأ جيب سيدهم الأبيض، بينما ليس مهما أن يجوعوا، أو يتعبوا لأن صوتهم غير مسموع.
 
نحن مثلهم تماما في بلادنا، لكننا يمكن أن نشبع من الطعام، ويمكن أن نرتو من الماء ومشروبات متاحة، المشكلة التي تطاردنا إننا أصبحنا مثل خروف مربوط بحبل ويقدم له صاحبه الطعام والشرب فيشبع وقبل أن يبدأ بإجترار مادفعه الى معدته يطلق صاحبه ذئبا صغيرا ليس له أنياب حادة يظل يدور حول الخروف فيرهبه ويجعله يفقد الرغبة في الطعام، ولايعود ماأدخله في بطنه مفيدا، فهو يرتجف فزعا، ويكاد يموت، وربما تحسس أنه سيكون بعد برهة في بطن الذئب.
 
في بلادنا يطاردنا القلق من الغد، ونتحسس أن خطرا ما يحيط بنا مثل شبح يخط طريقه في الأثير ويقفز من فوقنا ويعلو رؤوسنا ولانراه لكننا نشعر به، نحن نعلم جيدا ماهي المخاطر لكننا لانستطيع مواجهتها، فهي ليست بصورة واحدة، بل تتعدد وتزدادا وتملؤنا رهبة، نحن نخاف من بعضنا، نخاف من السلطويين، ومن اللصوص وقطاع الطرق والمتسيدين الجدد، ومن يستقوي علينا بمجموعة مسلحة، أو بجماعة تخيف ولاتبالي ولاتشعر بالحرج من إذلال الناس والتنكيل بهم والحط من قدرهم وتذيقهم أصناف المرارات وتطلب منهم ملايقدرون على تحمله وتحولهم الى عبيد غير مختارين.
 
لانتمكن من الخلاص وتظل قيودهم تكبل مابقي لنا من قوة وصمود في مواجهة تحد لانقوى عليه، ونحن متسمرون في أماكننا ننتظر مايقرره الأسياد، وننفذ مايأمرون به بصمت، لانعلق لأن التعليق ليس من شأننا، وألسنتنا مجرد آلات معطلة، يمكننا أن نهذي ببعض الأحاديث، أن نثرثر قليلا لكن بهدوء مثل أحاديث ربات البيوت.
 
نحن بلاحضور، ولاتأثير، ولانزعة الى التمرد والعمل من أجل التغيير. نشتم من لانخشاه، ونتوسل بمن يخيفنا بهراوة، أو بندقية، أو من شخص ما على ناصية الشارع يتوعدنا بالويل والثبور وعظائم الأمور، وليس من شأننا سوى أن نبجله ونحرق له أعواد البخور.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/01/02



كتابة تعليق لموضوع : فقدان الرغبة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net