الأحداث الدامية....(شيعة وسنة العرب)
فرح عدنان
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عندما كنت طفلة صغيرة، لا أعرف شيئاً أسمه (سني وشيعي)، (مسلم ومسيحي)، ولا أعلم أن كان زميلاتي وزملائي في المدرسة، من اي ملة أو مذهب أو قومية، وعندما كنت مراهقة مرات قليلة يسألنني بعض الزميلات، هل أنت سنية أم شيعية؟، مسلمة أم مسيحية؟، وكنت أكره هذا السؤال لأن الله سبحانه وتعالى خلقنا نحن البشر من نفس الطين، ونفس العقل، ونفس أجزاء الجسم، فقط الاختلاف بين هذا ذكر وهذه أنثى ولايحتاج أن نتكلم عن الاختلاف بين الذكر والانثى لأنه واضح للعيان، ولم يخلق الله الانسان على أنه شيعي وسني، مسلم ومسيحي، كلنا سنحاسب مجموعة واحدة يوم الحساب، فكان جوابي لهن دائما، مسلمة لا فرق بين شيعي وسني، فظل الفضول عالق في أذهانهم حتى عندما التحقت بالجامعة، هل فرح سنية أم شيعية؟، وفي بعض الأحيان لا يصدقوا بأني مسلمة فيقولون عني مسيحية، وكان الأمر لا يهمني لأن بالنسبة لي لا فرق بين مسلم ومسيحي.
بعد 2003، عندما دخلت القوات الأميركية إلى العراق، كنت ما زالت مراهقة وفي مرحلة الدراسة المدرسية، وأشاهد الأوضاع في بلدي تتوتر وأصبحت تسوء شيئاً فشيئاً، لدخول الطائفية وإرهاب القاعدة، وثم داعش الإرهابي، وأصبحت التفجيرات تعوم أرجاء البلاد، ضحايا وقتلى في كل مكان، وأصبح سؤال هل أنت سنية أم شيعية؟، مسلمة أم مسيحية؟، يزداد، لا سيما، عند التحاقي بالجامعة وعملي في بعض الوسائل الصحفية والإعلامية.
موضوع السنة والشيعة الجدال عليه منذ الاف السنين إلى يومنا هذا، وأصبح الآن ليس فقط على مستوى الدولة الواحدة وإنما على مستوى دولة ودولة أخرى، دولة سنية ودولة شيعية، دولة مسلمة ودولة مسيحية، وكل ذلك لا يروح ضحيتها سوى الشعوب، لا سيما، الشباب منهم والأطفال.
ما يحدث الآن في العراق، وسوريا، ومصر، واليمن، وليبيا، وبعض الدول العربية الأخرى، من تفجيرات وأحداث دامية، سببها الأساس الفتنة والطائفية التي لا نتخلص منها سوى بالاتحاد بين الشعوب العربية التي لا أعلم متى تحدث؟، ونتخلص من فكرة متخلفة جارية منذ الاف السنين هل أنت سني أم شيعي؟، مسلم أم مسيحي؟، عربي أم كردي؟، يهودي، صبي أم يزيدي؟، وبالتالي سنتخلص حتى من ذكرها حرفيا في كتابة التقارير الصحفية، في بعض الاحيان لأنه واقع حال، أصبح الصحفيون العرب مضطرين في تقاريرهم الصحفية ذكر كلمة السني والشيعي وهذه منطقة سنية ومنطقة شيعية ومن ضمنهم أنا كصحفية، على الرغم أني أكره هذا الشيء وبشده، ولنعلم دائما عندما يكون العرب متحدين نقف، ونعمر، ولا نسمح أن يأكلنا الإرهاب والعقول الطائفية المتخلفة المنتشرة في كل مكان حتى في أماكن العمل، وعندما يكون العرب متفرقين نقع ونسمح للفتنة والطائفية أن تنخر عقولنا، وأبسط مثال على ذلك، عندما تحدث قضية معينة بين العراق والسعودية أو بين العراق وإيران أو بين العراق وتركيا، تبدأ الطائفية تشتعل، لا سيما، على مواقع التواصل الاجتماعي، وترى بعض السياسيين، والكتاب، والصحافيين، وأناس على مستوى معروف، يتكلمون بطائفية وعلى مستوى شديدة اللهجة، ولا يذهب ضحيتها سوى الشعب العراقي، والشعب السعودي، والشعب الإيراني، والشعب التركي، وأعتقد ان الشعوب العربية الآن أصبحت واعية بشكل جيد لهذا الشيء، وعليها أن لا تسمح للفتنة والطائفية والعقول المتخلفة أن تبث سمومها على الشارع العربي.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
فرح عدنان

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat