صفحة الكاتب : محمد الحسن

الصدر في بغداد.. فاتحاً أم معتذراً؟!
محمد الحسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ليس كعادته المتخاصمة مع الجميع، ظهر رئيس التيار الصدري السيد مقتدى الصدر في بغداد هذه المرة بطريقة هادئة أعطته وقاراً ربما فرضته متطلبات المرحلة الراهنة، ومن عمق المنطقة الخضراء التي طالما هدد بإقتحامها، وحدث فعلاً أن أقتحمها أنصاره. هذه المرة دخل الخضراء ليست كبؤرة فساد واجبة الإستئصال -بحسب ما يعتقده الصدر- إنما زارها بعنوانها وبكل ما تمثله من سلطة الدولة، لاغياً إعتراض أتباعه على مفهوم "شرعية" و "هيبة" الدولة عندما كانوا يرفضونها!..

يغلب على الظن أن الرجل جاء بغداد وإلتقى رئيس الحكومة، بدافع خارجي وليس ذاتياً، ولا نعنى بالخارجي ذلك المرتبط بما وراء الحدود؛ إنما يبدو هناك وساطة أو شروط صلح بين الصدر ورئيس الحكومة كبوابة لعودة الصدر إلى الحياة الطبيعية بعد حركات التظاهر والإحتجاج التي بدا واضحاً أنها صراع سياسي ومصالح تراهن على عاطفة جمهور محدود. ربما يكشف نشاط التحالف الوطني، عند تتبعه منذ فترة ليست وجيزة، الأسباب المباشرة لزيارة الصدر الهادئة للخضراء، ولا يمكن قبول سيناريو ذهاب الصدر دون تنسيق وهذا ما تؤكده مؤشرات المؤتمر الصحفي الذي جمع الصدر بالعبادي، إذ تناول الصدر ثلاث نقاط جعلها خمسة أو أكثر دون تركيز: 

الأولى ترتبط بالتسوية، ويبدو أن الصدر دافع  بأتجاهها شرط أن يكون عرَّابها أو على الأقل يحقق بعض المكاسب من خلالها، والعبادي مستحسن لهذا الأمر فهو يبحث عن حليف يستقوي به على خصومه في الحزب. الثانية التركيز على مفردة "دعم الجيش العراقي" لجعله خصماً للحشد الشعبي الذي صار قوة رسمية، ويظهر هنا تناغم بين دعوات وزير خارجية المملكة العربية السعودية والسيد مقتدى الصدر في موضوع الحشد.. يذكر أنه كان يسمي الحرس الوطني ب (الحرس الوثني)..!

أخير ما ظهر عن الزيارة، هو الإعتذار الصريح الذي قدمه الصدر لحزب الدعوة عموماً عن أحداث البصرة والناصرية، وبها أيضاً إعترافاً بالوقوف خلف تلك الأحداث التي وصفت باللاقانونية..

حركة الصدر اليوم كانت محاكاة وتقليد أكيد لخطوات رئيس التحالف الوطني (الشيعي) من زيارة شخصيات سياسية، ودور عبادة كالكنائس في أعياد الميلاد. والمعلومات تقول أنّ أصل الزيارة كانت مقررة يوم الأحد ٢٥/١٢/٢٠١٦ وأُجلت لرفض أغلب القيادات السياسية إستقبال الصدر بداعي أزدحام جداول المواعيد، وبعد عمل شاق أقتنع العبادي بالإستقبال وبشرط الإعتذار وهو ما حصل بالفعل.. وهكذا تدجّن المساكين الذين صدّقوا الإدعاءات! 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الحسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/26



كتابة تعليق لموضوع : الصدر في بغداد.. فاتحاً أم معتذراً؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net