صفحة الكاتب : مرتضى المكي

بين سندان التنظير ومطرقة الخلاف استشهدت الانسانية
مرتضى المكي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بعد مشقة المطاردة، تمكنت انثى الأسد من اصطياد فريستها، وحين حاولت التهامها، وجدت ان الغزالة حاملاً، انصدمت وحاولت في بادئ الامر، ان تنجي الجنين وانشغلت عن افتراس فريستها، لكنها عندما عجزت عن انقاذ الجنين انطرحت ارضاً الى جانب الفريسة، وبعدما توجه لها المصور اتضح انها فارقت الحياة، عندها خطر ببالي قوله تعالى "إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا".
لوحة إنسانية رسمتها تلك اللبوة، عجز عن رسمها كثير من مدعين الإنسانية، ورحت اقارن بينها وبين ذاك البرلماني، الذي يتابع برنامج "كيف يكون الانسان انساناً" وان من أوصله الى ترف السياسة وميزانياتها، اسرة استشهد ربها ذوداً عن حمى الدين والوطن، لذلك ايقنت ان فقدان المبادئ والقيم كفيلة بتحول الانسان الى هيكل تافه، يبحث عمن يعلمه الإنسانية، ولم يعلم ان تجبره وتكبره هما من اوصلاه الى مستنقع التفاهة.
تلك اللبوة هلكت لأنها لم تستطع ان ترى منظر صغير الغزال وهو يصارع الحياة مقتولا اول ولادته، والفرق كبير وشاسع بينها وبين من يتلذذ بقتل الأرواح ليغطي سرقاته، التي فاحت رائحتها، ولا سبيل امامه الا الإبادة، وما داعش، حرائق المستشفيات والدوائر، الا شاهد حي لممارسات من يدعون انهم من أصناف الانسان.
لم يكن الانسان متورعا حين قَبِلَ بحمل الأمانة، التي ابت السماوات حملها وتصدع الجبل من هولها، بل فتح الانسان على نفسه باب من الجهالة والظلالة، والا أي إنسانية تتيح تجنيد مرتزقة ساذجة تفجير أنفسهم النتنة وسط مجاميع، بغض النضر عن طوائفها ومواطنها.
مجتمعنا بحاجة لوقفة جادة من كل فئاته، بوجه الممارسات التي لا تمت للإنسانية بصلة، والتي تغلغلت في اوساطنا ولا خيار للتخلص منها، الا في تشريع عقوبة صارمة لممارسيها، فأي قانون يتيح لمهنة الانسانية الأولى هذا الجشع الذي يمارسه الأطباء، واي تشريع أنتج هذا الاستهتار السياسي الذي جعل من حاشية المسؤولين حلقة لتوزيع ثروات الوطن، فيما يعيش الشعب في الدرجة حتى العاشرة.
خلاصة القول: الإنسانية هي ان تسلم وجهك لله وحده، وان تجعل مصلحتك متساوية ومصالح شركائك واخوتك، وتعمل جاداً على العيش وسط بيئة تنبذ الخلاف، وتفضل التسامح، وهذا هو المعنى الحقيقي للتسوية الوطنية.
سلام.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مرتضى المكي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/24



كتابة تعليق لموضوع : بين سندان التنظير ومطرقة الخلاف استشهدت الانسانية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net