شبابنا الى اين ....؟! (مشاكل وحلول )
اسلام النصراوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في الوقت الذي تسعى الدول وبجهود مكثفة للحث على القراءة والكتابة وتوسيع دور النشر والتأكيد على فاعلية وجمالية ودور الكتاب في ترسيخ المفاهيم وتوعية العقل عموما والشاب خصوصا ، كونهم قادة المستقبل وطاقة اليوم ، الا ان شبابنا قد حذا منحى اخر ، منحى جعل الاعم الاغلب من شبابنا متكاسل الذهن لا يقوى على تصفح كتاب يتألف من (20ورقة) ولعل السبب الرئيسي ليس عاملا واحدا فقط بل عدة عوامل مشتركة قائمة مع بعضها تجعل من الشباب اليوم شارد الذهن ، يقع في فخ المغريات والمتاهات لأبسط الاسباب ، ومن جملة العوامل :
عامل الاسرة .
بعد سقوط النظام البائد وانغماس العراق بدوامات مذهبية وتهجير ،و فقر مدقع ، جعل الكثير من العوائل تتخلى عن مبدأ التربية الاساسية و الجري خلف لقمة لا تسد رمق بعض افواه ذبلن جراء الحرمان والتضييع ، ولعل هذا العامل هو سيد الطامات ومنبع البلوات ، فكلنا يعرف ان اللبنة الاولى لبناء الفرد هي الاسرة ، كونها الصمام الاكيد والقاعدة الاولى للتنشئة السليمة ، وما دام رب البيت تارك المسؤولية الكبرى والام مهمومة مشغولة بغلي قدر ماء لا يحتوي سوى طحين او خبز متكسر . فلابد ومع كل الاهوال والمصائب التي تنهال على اسرنا ان تقف بوجه المصائب وتصبه كل طاقاتها لبناء افرادها ومن هم يحملون طاقة المستقبل.
عامل الاهمال الحكومي
وهذا يكاد لا يقل اهمية عن العامل الاول ، فالعامل الثاني لبناء فرد واعٍ قادرٍ على تحمل المسؤولية هي الرعاية الحكومية ؛ ولكن ما نراه من تخبطات للدولة وانجرار اغلب مكوناتها خلف اطماع شخصية ، كان ضحيتها شبان قد صارعوا الظروف لكي يتسلقوا اعلى سلم العلم ، لكنهم تهاووا كأوراق ذابلة قد تخلى الخصن عن سقيها ، بعدما انصدموا بجدار الحرمان والتهميش ، فترى مهندس معماري محني الظهر يدفع بعربة المأساة وهو يتمتم بكلمات يتفجر الصخر لوقعها .
فحري بمن هم يحملون عبئ المسؤولية ان يلتفتوا لتلك الطاقات المخمدة خلف رماد المحاصصة والمصالح الشخيصة وان يكونوا جسرا متينا ، يسير عليه شباب حملوا من العلم ما شاء الله ، وهذا ما دئبت عليه الدول العظمى والذي كان سر عظمتها طاقة الشباب ورعايتهم .
عامل التواصل الاجتماعي : Social Media
بعد ان قضى العراق فترة ليست بالبسيطة من الانغلاق عن العالم الخارجية وتذيله سلم التطور على الصعيد الالكتروني ، جعل اغلب الشبان عطشى لذلك الطوفان القابع خلف جدار متهرئ ، قد تشققت اركانه حتى انهار دفعة واحدة فجرف الاخضر واليابس ، وكان نتائجه عدم استيعاب الشباب لهذا العالم الواسع كونه لم يأتي الينا دفعات بل جاء كسيل منهر .
فترى الشبان يخوضون ويلعبون دون اكتراث او تحمل للعواقب من اختلاط وتجاذبات اضافة الى بث الاعلام المعادي والشركات التي همها التجارة والربح فقط . يغرقون شبابنا بأفكارهم المسمومة والمدروسة حتى اضحى الفرد فيهم يتخبط ويصارع نفسه وهو لا يدري ما يصنع وكأنه يدور حول نفسه وقد اعتلى الصداع رأسه .
فلابد من فلترة لهذه الموقع وتخصيص الوقت وتحديد الاهداف ، وتوجيه النشر بشكل يخدم المصلحة العامة وينهض بواقع تلك الشبكات التي خربت اكثر مما عمرت وقطعت الاواصر اكثر مما تدعي بمسماها التواصلي .
عامل المقاهي المشبوهة
كثرت هذة الايام المقاهي الغير اصولية والتي اضافة ثقلا اخر تتحمل وزره الجهات المعنية ، وما تلعبه هذة المقاهي من ادوار سلبية وتحطيمية لكيان الفرد قد تأخذ بعض الاحيان حيز الصدارة على العوامل الاولية ، فما تبثه من سموم وما تبيعه من مخدر او مسكر ،القى بضلاله على امن المدينة الامنة وثقافة ساكنيها وحيويتها المعروفة ، فالشباب منهمكون بأمور لا تجدي نفعا بل تترك اثرا سلبيا من تضييع الوقت او تخطيط لأمور تجريمية او سرقة او مفسدة عامة .
فلا بد من تكثيف الجهود لغلق كل مشبوه ، وتفعيل العنصر الامني والصحي بشكل مدروس ومنهجي حفاضا على شبابنا من الضياع والانحدار الاخلاقي والعلمي.
عوامل اخرى
ولعل ابرزها شخصية الفرد نفسه من قلة العزم وعدم تحمل المسؤولية ، دون تحديد هدف سام له في هذة الحياة وعدم الاخذ بنظر الاعتبار دوره كفرد له اهميته في المجتمع ، اضافة الى مغبات الوضع العام من طقس ملوث وبيئة تفتقد لأدنى وسائل التطور .. كل ذلك واكثر جعلني اكتب عنوان هذا المقال والكل يتحمل جزءا من المسؤولية فالشباب جسد البلد فإذا اصاب هذا الجسد حمى فلابد ان تتداعى جميع الأطراف لتسهر على راحته ليكون معافى وسالم من جميع علة وافة .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
اسلام النصراوي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat