رسالة إلى المجلس الأعلى
جليل هاشم البكاء
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ان الدعوة للمصالحة وتسوية المشاكل وإنهاء العنف والاحتراب في العراق عمل مبارك يرضي الله ويسر المؤمنين، وان المصالحة من المفترض إن تكون في صالح البلاد والعباد، ومن المؤكد أن اي عمل فيه صالح البلاد والعباد سوف لن يكون من مصلحة أهل الفساد، وليس من المستبعد انهم سوف يقفون ضد هذا العمل ويعملون على أفشاله أو على تشويهه اذا لم يستطيعوا اجهاضه، ولكن يجب أن نأخذ بنظر الاعتبار ان ليس كل المعترضين أو المتحفظين هم من خندق واحد، فمعلوماتنا تؤكد أن الكثير من المؤمنين بالله والمخلصين للعراق والطامحين للأمن والسلام يتحفظون على مبادرة المصالحة والتسوية التي يجري الإعداد لها ...
وعلى المجلس الأعلى وقيادته وهو الطرف المرتبط اسمه بهذا المشروع أن يأخذ بنظر الاعتبار نتائج وخلاصة ما قامت به المؤوسسات والمراكز البحثية سواء تلك التي نعمل على ادارتها أو المتعاونة معها ....
إن أهم ما خلصت إليه البحوث واستطلاعات الرأي يمكن ايجازه بالنقاط أدناه:
أولا: لابد من التشخيص الدقيق والصحيح للمشكلة وتحديد مصادرها، ولابد من إشراك جميع الأطراف في المشهد العراقي سواء في الجانب السياسي أو الاجتماعي...
ثانيا: الاستفادة من الاخطاء والضعف الذي احتوته وثائق الشرف ودعوات المصالحة السابقة، ولعل أخطر ما يهدد دعوات المصالحة هو السطحية والتسابق مع الاحداث والزمن لتحقيق إنجازا شخصيا او حزببا، وسرعان ما يتحول هذا الإنجاز إلى مشروع اعلامي اكثر مما هو مشروع سياسي واجتماعي تحتاجه البلاد والعباد...
ثالثا: بعض المتحفظين يطرحون مخاوف واقعية، فهناك مخاوف من أن تكون دعوة المصالحة حصان طروادة لعودة اهل الفساد والإرهاب لينضموا إلى المقيمين من زملائهماقْتَتَلُوا في المنطقة الخضراء مستثمرين شحنة التسامح والتغاضي المفترض وجودها عند المبادرين للمصالحة، وبعد أيام يرجع العنف والإرهاب ويستمر الفساد ويزداد ....
رابعا: لابد من ضمان سيطرة وتأثير الاطراف المدعوة للتوقيع على اتفاقية المصالحة على العنف والإرهاب، سواء من خلال النصيحة أو المواقف الواضحة والصحيحة من الإرهاب والبراءة منه ومن مصادره والاستعداد لمكافحته وتحريم وتجريم كل من يدعمه سواء في الخطاب أو الحراب...
خامسا: لابد من إعطاء هذا المشروع بعدا شرعيا وقانونيا ودعما دوليا، لابد من ان يحصل هذا العمل على مباركة المراجع الدينية الكريمة الممثلة لطوائف المجتمع العراقي كافة، ولابد من السعي للحصول على الدعم الدولي لهذا المشروع، وان هذا الدعم الدولي لابد أن يشير بصراحة إلى دعم العراق ومساندة جهوده في مواجهة ومكافحة الإرهاب، وعلى المجتمع الدولي أن يقف ضد الجهات الداعمة لإرهاب سواء كانت محلية أو دولية ...
وقبل الختام لابد إن نشير لجهات في العراق سوف لن تتوقف عن العنف والإرهاب حتى تكون السلطة في ايديهم وان يترك أهل العراق ولائهم وحبهم لأهل البيت عليهم السلام...
أمام المعنيين في الشأن العراقي فرصة للحصول على الدعم الدولي في تجربم بعض الاحزاب والمنظمات المتورطة في سفك الدم العراقي، ومع هذه المعطيات والتحفظات الاستعدادات فان الأقرب لهذا العمل والمسعى هو قول الله تعالى:
وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ...
صدق الله العلي العظيم
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
جليل هاشم البكاء

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat