صفحة الكاتب : اكرم السياب

بصمات إسلامية على جثة سفير روسيا
اكرم السياب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

طبيعي جدا أمر الاغتيال، في مفردات وأدبيات العمل الدبلوماسي. لكن ليس طبيعيا أن يكون الاغتيال وسط خطابات دينية متشددة مملوءة بالهتاف التحريضي!

اغتيال السفير الروسي في أنقرة، له دلائل خطرة حول أوضاع الساحة الإقليمية وخصوصا بأن "سفير روسيا" يُقتل بأرض ويد تركية.

أندريه كارلوف (62 عاما) الذي قتل برصاص رجل داخل معرض فني أثناء إلقائه كلمة في الحفل، بمعرض الصور التابع لبلدية "جانقيا" بأنقرة. سوف يصعّد لغة الخطاب بين "الشركاء المحاربين"!، المثلث الروسي والإيراني والسوري تلقى ضربة قوية ودرس "مكثف" في عملية الاغتيال هذه. لكن ممن؟!

هل النظام التركي هو من قام بالاغتيال؟ أم الفكر الحاكم؟ قبل أن نجيب عن هذا السؤال دعونا نستعرض آخر تطورات الأزمة (الحلبية).

عملية (التفريغ) التي جرت برعاية تركية روسية.. لإخلاء 20 ألفاً من سكان حلب، والتي شهدت توقفا غير مبرر كانت قد جددت سيناريوهات (تفريغ المقاتلين) من الشيشان والبوسنة، عملية الإجلاء لم تكن للمدنيين فحسب فهي مسألة دبلوماسية، عمل الشركاء فيها على إعادة توزيع وحماية المقاتلين من الموت!

 نائب الرئيس التركي نعمان قورتولموش الذي شدد على سحب "العناصر المعرقلة لإجلاء المحاصرين في حلب" على حسب قوله كانت إشارة إلى المقاتلين (الرافضين) الانصياع إلى التحالف الجديد بين موسكو وأنقرة!

(تركيا: لم نعقد صفقات بشأن حلب.. واجتماع الغد لبحث حل الأزمة) في هذا المانشيت الذي جاء بصحيفة العربي قبل سبع ساعات من عملية الاغتيال هو توضيح آخر للأطراف التي لم تطمئن في عملية إنهاء أزمة حلب!

من هي الأطراف؟ تركيا؟ سوريا؟ إيران؟ واشنطن؟ ام الفكر المتطرف؟ هنا نعود للإجابة.. عندما تبحث في سيكولوجيا التطرف الإسلامي وخصوصا التنظيمي السياسي سوف تعرف ان من يقود إرادة المقاتلين في حلب، هو من رفض تسليمها لإدارة القصر التركي! لذا كان الرد الحاسم قد خرج من حجر الاجتماع السري!

الذي أعطى الفتوى بدل القرار! أحداث اغتيال السفير على يد شاب عشريني متطرف كان ضابطا مفصولا حسب ادعاء محافظ أنقرة.. حمل السلاح المرخص وأطلق رصاصاته نحو صدر السفير وكان يصرخ "الله أكبر". مضيفا: نحن الذين بايعوا محمداً على الجهاد. "لا تنسوا حلب، لا تنسوا سوريا"، وقال أيضاً "كل من له يد في هذا الظلم سيدفع الحساب"، وأضاف أنه لن يخرج من القاعة إلا ميتاً.

يا سبحان الله، ضابط عشريني مفصول مؤمن بالفكر (الراديكالي الإسلامي) قتل السفير ومات (شهيدا) كما يرى.

 كل هذه المواصفات كانت لدى (عبد المجيد احمد حسن) الضابط العشريني، المفصول، المنتمي للجماعات المتطرفة والذي قام باغتيال النقراشي رئيس وزراء مصر عام 1948. وهنا نسأل من صاحب الإرادة يا زعماء القيادة، القرار أم الفتوى؟.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اكرم السياب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/21



كتابة تعليق لموضوع : بصمات إسلامية على جثة سفير روسيا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net