صفحة الكاتب : علي رضا

الوطنيون لا يحيدون
علي رضا

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 العراق، ومنذ سنوات ليست بالقليلة ، يشهدُ حالات عديدة من التحريضات الطائفية والمهاترات السياسية ، وهذا ما يلاحظه جميع افراد الشعب العراقي وغيرهم ، والمشكلة ان هذه الامور تزداد يوماً بعد يوم ومرض الطائفية صار شبهُ الوباء في موطننا ، والمعضلة إن العديد من السياسيين العراقيين هم من يثيرون هذه الضجات الطائفية من خلال السنتهم المحرضة القذرة ..
لكن وكما تعودنا أن لكل مرض علاج ، وما ان وافق المصاب بالمرض تلقي العلاج سيتخلص من مرضه ، الغريب ان المصابون بداء الطائفية في موطننا صاروا يتفاخرون بمرضهم هذا ، ويحاربون كل علاج من الممكن ان يقضي على هذا المرض ، ويسخّرون كل جهودهم محاولين الوقوف بوجه نجاح هذا العلاج ..!!
للطائفية داعون عدة ، منهم زعماء قبائل ، ومنهم شخصيات اجتماعية مؤثرة ، ومنهم من يسمون رجال دين ، ومنهم ساسة ، والاخيرون هم المشكلة الاكبر كما اشرنا ، لأن السياسي من الواجب عليه ان لا يتعامل بمذهبيته وقوميته ومكونه حين يتولى منصباً في الدولة ، وعليه ان لايتعامل مع المواطنين على اساس مذاهبهم واديانهم وقومياتهم ، بل عليه ان يتعامل معهم على انهم جميعاً عراقيين متساوين بالحقوق والواجبات ومن واجبه الدعوة الى حقوقهم جميعاً دون ان يفرق بين هذا وذاك ، ومع الاسف أن نماذجاً كهؤلاء في حكومتنا قلة لكن لا بد من الاشارة ، ان من ابرزهم واكثرهم تأثيراً وتمسكاً ، هو السيد عمار الحكيم ، زعيم تيار شهيد المحراب ، ورئيس التحالف الوطني العراقي ، هذا الرجل هو الابرز من بين السياسيين تكلماً بإسم العراقيين جميعاً لا باسم مذهب دون اخر كما يفعل الاغلبية ، وهو الشخص الابرز الذي يتحدث بلسان وطني عراقي ، لا مذهبي قومي طائفي ، على الرغم من إنه رجل دين شيعي ، إلا انه يعلم أن في موقعه السياسي عليه ان ينظر الى نفسه كعراقي فقط ، لاغير ، وهذا معروف عنه ، وهو سبب محاربة الكثير له ، لأننا مازلنا نعيش في مجتمع طائفي لا يحب التخلي عن مرضه ويحارب كل شخص يحاول القضاء على هذا المرض الخطير ، وكأنهم صاروا عبيداً لمرضهم دون ان يشعروا ، ولذلك حاربوا الحكيم ، مخترع علاجات الامراض الطائفية ، قدم العلاج على شكل مبادرات ومشاريع وطنية ، كمبادرات انبارنا و وثيقة الاصلاح ومشروع بناء الدولة العصرية ، وغيرها الكثير حتى اخرها ، وليست اخيرتها ، التسوية الوطنية ، المشروع الذي هدفه قطع الالسنة الطائفية بدون استخدام الات حادة ، والقضاء على دعاة الفتنة من خلال الحوار والتفاهم ، لا من خلال الارهاب ولغة التهديد والتهجم والتعصب ، برأيي وبأختصار ، مشروع التسوية هو مشروع الوطنيين ضد خُبث الطائفيين ، وهذا مالا يوافق اراء الجهلة والطائفيين المتخلفين ، فكثفوا حملاتهم على مبادرته ، حملاتهم التسقيطية التي لم تتوقف ومازالت مستمرة ، ومن المضحك المبكي في الان نفسه ، ان اغلب المعارضين والمسقطين لهذه التسوية ، لم يقرأوا بنودها اساساً ، ولم يفهموها او يتعرفوا عليها ، فصاروا ابواقاً يعزف عليها الفاسدون الطائفيون ، انتفظوا على المبادرة بمجرد سماع اسم صاحب الوثيقة ، واستمروا باتهامه اشد التهم ، وكثفوا جهودهم للهجوم عليه لكنه لا يتراجع ..
من الملفت للنظر ان هذا الحكيم العمار لا يتراجع عن مشروع يرى فيه الخير للعراق وان وقف الجميع ضده ، حتى وان اتهم بابشع التهم ، يظل مستمراً بنهجه الوطني ولا يحيد عنه ابداً ، فـ واثق الخطى يمشي ملكاً ، انا شخصياً ارى ان هذا الرجل يمثل املاً واشراقةً جديدة يمكنها ان تغيثنا وتنقذنا من الظلام الذي نحن فيه ما ان حقق مشروعه ، وسيحققه ... بالتالي سينتصر العراق ...!
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي رضا
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/21



كتابة تعليق لموضوع : الوطنيون لا يحيدون
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net