صفحة الكاتب : مرتضى المكي

فقيه السياسيين وسياسي الفقهاء
مرتضى المكي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

دائماً ما أقف مشكلاً امام المثل القائل (خالف تٌعرَف)، وارى ان تشريعه لم يك بالصورة الدقيقة، ولو كان (تَمَيَز تٌعرَف)، لكان أكثر صواباً والا ما فائدة ان تعرفك الناس وانت مخالفاً لهم، مما يشكل حقد وبقع سوداء في قلوب من تنتظر منهم ان يعرفوك.

السياسة وما أدراك ما السياسة في العراق، لها قصة ألف ليلة وليلة مع التميز والمخالفة، حتى راحت تستخف في عقول البسطاء محولتها الى مكائن تسقيط ضد من يتميز، لذا نرى المتميز يتعرض الى موجة قارصة من الاتهامات، التي تتحول سريعاً الى تخوين وبيع للوطن.

عمار الحكيم نموذجاً حي ذاق ألم التسقيط وجرع مرارة فقد الشراكة، حتى خٌون لمرات عديدة، واتهم بسوق دماء شهداء الوطن هدية لأعدائه، وشٌبه للجماهير على انه خائنّ! اه للسياسة الساقطة، الحقيقة المرة التي يضللها اعلامهم الاعمى الذي لا يمت للمهنية بصلة، ان الحكيم فقيه السياسيين وسياسي الفقهاء يا سادتي.

فقه الحكيم السياسي جعله محط انظار دول إقليمية ودولية، واعتمد عليه كثيرون وان ركنوا له الحقد والحسد خلسة، فبدى قطب رحى العملية السياسية، يجتمع اليه من افترق، ويؤلف قلب من تخاصم، وها هي تحركاته الأخيرة زعيماً للتحالف الوطني، تمثل شاهدا لفقهه السياسي وحنكته الوطنية، التي انبثقت منها مبادرات الوطنية.

مما يحتم ان يتلقى هجمة شرسة ضد مشروع التسوية، الذي أطلقه التحالف الوطني وسار عليه الحكيم واثق الخطى، عمار الحكيم ها هو جيشهم انسحب خائباً من معركة الحق، واختبئ خلف لوحات التسقيط لحرق مشرع تسوية المرجعية الدينية، لكنه نداء مواطن جثم عليه كابوس الحقد لثلاثة عقود ثم تنفس قليلاً حتى جاءه كابوس التخبط والجهالة السياسية: لا تفقدونا التسوية والا لم يبقى من أصابع الندم شيئاً لنعظه فجميعها ذهبت مع انبارنا الصامدة.

سياسي الفقهاء: لا ينكر صاحب انصاف التقارب الواضح بين الحكيم وبيوتات المراجع والفقهاء، كيف لا وقد صرخ الشيخ النجفي بأنه ابنه وابن المرجعية، كيف لا وان ما يقوله الحكيم في ملتقاه الثقافي يوم الأربعاء يتلى متطابقاً على منبر الجمعة في كربلاء، وكأنه استنسخ ورقة المرجعية وهي في طريق نجف – كربلاء، وما تلميح المرجعية لمشروع التسوية في خطبتها الأخيرة، الا دليلا صارخا لأصحاب العقول الراجحة.

خلاصة القول: الحكيم فقيه السياسيين وسياسي الفقهاء بما تحمل العبارة من معنى، شاء من شاء وابى من ابى، كيف لا وقد رضع من زعيم الطائفة عبق الفقه وعنفوان السياسة، وقد أهدي الوطن قرابين غالية.

سلام.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مرتضى المكي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/19



كتابة تعليق لموضوع : فقيه السياسيين وسياسي الفقهاء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net