صفحة الكاتب : سعد السلطاني

براميل الدماء
سعد السلطاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من المعلوم ان جسم الانسان البالغ, يحتوي على خمسة لترات من الدماء تقريباً, ولما كانت سعة البرميل تقارب مئة وتسعة وخمسون لتر, وحسب وحدة القياس الأمريكية, فأن دماء أثنان وثلاثون أنسان بالغ, كافية لملئ برميل واحد.
البراميل الدموية هي النهج المُتبع, لبعض السياسين في العراق, مستخدمين بذلك بعض ضعاف البصيرة, ومنتهزي الفرص المشبوهة.
حيث يرى أولئك السياسيون, أن فرصة بقائهم منتفعين من مناصبهم, مقترنة بمقدار مايصرفون من تلك الدماء, وهم كرماء جداً في إراقتها, حتى وصلوا حد التبذير والأسراف.
ويعتمد مايُصرف من تلك البراميل الدموية, على نوعية المكسب, ومقدار مايحققه من قاعدة شعبية, تساهم ببقائهم في طغيانهم يعمهون.
وتتراوح النسب مابين قرار سياسي بسيط, قد يساهم في دعم صفقة سلاح مشبوهة, تستهلك حدود مئة برميل دموي, وتعتبر من المكاسب الخفيفة, ومابين صفقة تسليم مدينة ما, تستهلك ألف برميل دموي, تعتبر من المكاسب المتوسطة.
وقد يحدث قبيل موسم الأنتخابات, الذي يُعتبر من اهم المواسم التي تمر عليهم, أستهلاك ألف برميل دموي, كما في الوقوف أمام مشروع التسوية الوطينة, وهم يصورون إقرارها بالأنبطاح تارة, ومتجارةً بدماء الشهداء تارةً أخرى, و وضع مصطلحات جديدة لترجمة الكلمات, وأستبدال كلمة السلام والصُلح المجتمعي, بالأنبطاح والأذلال, وماأثمرة عنهُ دماء وتضحيات الشُهداء, من قوة موقف في فرض السلام والأستقرار, وما تحمله تلك التسوية من تتويج لتلك التضحيات, التي لولاها ماوصلنا للتفاوض, في طرح مشاريع تصل بالعراق الى بر الأمان, و وصفها بالمتاجرة.
عفواً ياتجار البراميل الدموية, وأين نحن منكم؟!
نحن معكم ياأبطال عالم الخيال وألعاب الفيديو, لنترك من يطبلون لكم ونصفي بقية الشيعة الأنبطاحيين, ولنحرق أجساد أولئك السنة الذي تصفونهم بالمجرمين, ولنقتل الأكراد الذين تجدونهم معاندين.
ماهذه المراهقة والسذاجة ياأبطالنا الخارقين؟! وماهذه الدموية يامنحرفين؟!
يبدو أن العامل الوراثي هو من يحدد تصرفاتكم, تلك الجينات الوارثية التي تحملونها من أسلافكم, كهنة معابد العصور الغابرة, بتقديمهم الفقراء كقرابين للألهة, وهم يعلمون علم اليقين بعدم وجود ألهة لما يقدمون, أنما هو نهج مُتبع لبسط النفوذ والسيطرة, فالقوم أبناء القوم, وبتقدم الزمن تطورت الأساليب, وأصبحت دماء الضحايا تُعبئ في براميل.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سعد السلطاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/13



كتابة تعليق لموضوع : براميل الدماء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net