صفحة الكاتب : سعد السلطاني

"برامج التسقيط الإنتخابي"
سعد السلطاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

التحشيد الشعبي فكرةً يسارية, إبتكرها لصد اليمين الديكتاتوري, فوجدها حلًا ناجحًا وسلاحًا مُتمثلًا بالسطوة الجماهيرية، قادرًا على تجفيف منابع القمع السلطوية, ومُخرجاً شيوعياً، ظهرت إرهاصاتهُ الأولى إبَان الثورة الماركسية، مُعلنًا نهاية عصر الشيوعية التقليدية، وبداية عصر الشيوعية الحديثة.

بعض الحركات العربية نجحت نجاحًا كبيرًا في أدلجته واستغلاله، مُنتجةً لنا قوميةً بطعم الماركسية, بعثيةً بالطعم ذاته، عصر يراه البعض ذهبيًا وأجده عكس ذلك، لأن التحشيد الجماهيري واجتماع الكلمة أمر يصعُب تحقيقهُ حتى في المشاريع السماوية، صعوبةً تكمُن في مُحاكاة الذائقة الشعبية وميولها ومحاولة إقناعها، لذا نجد خلف هذه المشاريع مقدارًا متواضعًا من الصدق والواقعية، كبيرًا من الكذب والخيالية.

لم نبتعد عن الفكر الماركسي كثيرًا، باختلاف الزمان والأدوات، فدراسة توجهات وميول القاعدة، ضرورياً في صناعتها، بوجود مُجتمع, مُطلعًا على العالم، طامحًا بالتقدم، ناقمًا على الفساد، مُحاربًا للإرهاب، حالمًا بالمُنقذ، أصبح واضح المعالم أمام صُنَّاعه، وأساسًا في مُعطيات انطلاقتهم لتقمص الأدوار، المُنقذون، المُحاربون, المُقاتلون, الموصوفون بكُل فضيلة، اللاعنون لكُل رذيلة، فارضين أنفسهم رموزًا ومفاخر على أصولهم وخلفياتهم، يعزفون على أوتار الإثنية والعرقية، مُروجين لخطورة الاَخر، مُصدرين أنفسهم حلولًا.

يبدو أن قُدرتنا في صناعة الثورات الشاذة، أصبحت لافتة بدرجةٍ لا لبس ولا التباس فيها، بما يقتضي حتمية اتخاذ وقفة جادة، تفضي إلى معالجةٍ مجتمعية، لا تتحملها جهة واحدة بعينها، ولُقاح ثوري، نهضوي الفكر، وطني الخطاب، يُحقن في عقل الفرد فتُشفى به أُمَّة, فلا نُريد مُحترفين في فن التحشيد، بل نبحث عن مُحترفين في فن التخليص والانتشال، مشهداً نراهُ مُتكرراً لبعض النُخب, حيث لا مشاريع, لا برامج، مُنصبًا إهتمامهم في تسخير الإمكانات وتذليل العقبات, خدمةً لحملات التسقيط، مبينةً أن الجميع فاسدون ومُظهرةً ملائكية المتحدثين.

لوحةً سوداويةً، ورسمًا مُظلمًا، مُتمثلًا بمُحاولة (X) ، إثبات فساد (Y)، ومُحاولة (Z) ، إثبات فساد (X)، الذي بدوره تكلم عن تعرضه لحملات تسقيط مقصودة، بسبب كشفه لملفات فساد (Z)، فخرجت بصُداع فاقدًا التركيز، دائرًا حول محور تلك الإحداثيات، عاجزًا عن تحديد أنزه الفاسدين!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سعد السلطاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/09/08



كتابة تعليق لموضوع : "برامج التسقيط الإنتخابي"
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net