صفحة الكاتب : ادريس هاني

المقاومة ليست ديكارتية
ادريس هاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لا تخدعنك العناوين..وإن انحدرت من تراث الأنوار وزكّاها تاريخ احتوى على الحبّ والتّبن من الأفكار..إنّ المقاومة حقيقة قديمة وجدت في كل العصور وتشرّبت من كل الحدوس، ولم يغيّر من عنفوانها نمط علمي ومعرفي قطّ..وهي قبل ظهور فيزياء نيوتن بل قبل كل فيزياء، كانت في البدء شعرا..المقاومة في الالكترونيات لا شأن لها بالديكارتية بل هي حكاية ما بعد نيوتونية بامتياز..ودعني أخبرك بأنّ مبلغ فيزياء نيوتن هو توازن القوى..ولا توازن إلاّ بوجود تساوي بين القوى المتضادة..ولا توازن بين قوى كثيفة وأخرى ضعيفة..فمع وجود الضعيف لا يوجد توازن في ميكانيكا نيوتن..وهذا هو النمط الغالب في العصر الديكارتي وأعني امتداداته..ولا مجال هنا لأن يصار إلى الاختزال الديكارتي في تحديد آماد القوة التي ينتجها الشعر والأحاسيس..إنّ المقوّم الأوّل لفلسفة المقاومة عبّر عنه الشيخ راغب حرب..لأنه انطلق من ذلك الحدس التاريخي للمقاومة..خارج كل اختزال ديكارتي: العين تقاوم المخرز..وهو كذلك، لأنه من دون خرم هذه الديكارتية لن نبلغ مصدر القوة..هذا النوع من القوة يعتمد على تكثيف خفي..روح القوة..روح الحركة..وهو علم شرقي بامتياز..إنّ العدو يشتغل وفق النمط الديكارتي في معادلة القوة..القوة العقلانية.. ولهذا اتفقت إسرائيل والعرب على صدق معادلة الانتصار الإسرائيلي واستحالة النصر العربي بناء على تفاوت القوى بالمقاييس الديكارتية الرياضية وميكانيكا نيوتن..فالانتصار الصهيوني ديكارتي والهزيمة العربية ديكارتية وكان لا بدّ من خرم فيزياء الغلبة بتمثّل ما أسميه بفيزياء الشّعر..ولا أخالك تجهل مقصودي من الشعر وكيف أنّ الأحاسيس تحقق التوازن بالدفع بالمبادرة والإصرار والعناد وإبداع المعجزات في الميادين..إن الانتصار لا يبدأ من الموضوع بل من الذات..هو فكرة وإحساس مجاله الأول الذهن والنفس..هنا بداية تأسيس الانتصار..لكن من قال أنّ القوة هي فقط عقلانية؟ من قال أن القوة الأكبر لا تنتمي إلى اللامعقول بالمعيار الديكارتي..
للمقاومة مقومان أساسيان غيرا نمطية الحرب ومفهوم القوة:
_ نهج نمط ما بعد ديكارتي ونيوتوني للقوة..يمتح من الفيزياء الجديدة:العين تقاوم المخرز
_ استعمال الصدق أداة في الحرب النفسية بدل الكذب، وهو يعزز فيزياء الصدق القادر على أن يهزم الباطل حتى وإن كانت القيود على الصدق أقوى منها على الباطل/الوعد الصادق
المقاومة إن غفلت عن أمرين: المابعد ديكارتية و الوعد الصادق يمكنها أن تستنفذ وتحرق كما تحرق المقاومة داخل اي جهاز ألكتروني..إنّ فيزياء المقاومة توجد في الشّعر وليس في الميكانيكا، فتأمّل..

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ادريس هاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/13



كتابة تعليق لموضوع : المقاومة ليست ديكارتية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net