صفحة الكاتب : عمار العامري

التحالف الوطني ينظم أوراقه المبعثرة
عمار العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
  ليس خفياً على احد مراحل تحول وانتقال التحالف الوطني؛ أو الائتلاف العراقي سابقاً, الذي تأسس عام 2004 ليقود العراق في المرحلة تأسيس النظام السياسي الجديد, لمرحلة الاستقرار وبناء المؤسسات, وما اتبعتها من ركود وخلافات واختلافات, حتى اختير عمار الحكيم رئيساً جديداً ساعياً تحويل التحالف لمؤسسة سياسية وطنية رائدة في العراق.
   ثلاثة أشهر مضت من رئاسة الحكيم للتحالف الوطني, خلفاً لإبراهيم الجعفري, عقد فيها التحالف أكثر من عشرة اجتماعات على مختلف الهيئات القيادية والسياسية والعامة, الأمر الذي لم يكن متعارف عليه في فترة الست سنوات الماضية, ما أعطى لأعضاء التحالف زخماً معنوياً, أشعرهم بوجودهم كأعضاء لهم رأي في القرار داخل المنظومة التحالفية, وليس كما اعتادوا عليه تابعين لأراء قادتهم ورؤساء كتلهم.
   أقرَ التحالف الوطني مؤخراً نظامه الداخلي, وهذا يعد تحول أنموذجياً يميزه عن بقية التحالفات والائتلافات, هذه الخطوة لم تأتي من فراغ, إنما جاءت من الفكر الذي يحمله الحكيم, بضرورة اعتماد البناء المؤسساتي في كل الفعاليات السياسية, والإيمان المطلق لديه بأن نجاح العراق لا يكون إلا من خلال بناء دولة المؤسسات, وتوزيع المهام, وتخصيص الملفات, ومشاركة الجميع, ورفض حالة التسلط والفوضوية.
   التحالف الوطني؛ خطى خطوة مهمة, فندت وتفند كل الأقاويل والإشاعات, التي تنطلق من هنا وهناك, بأن الحكيم يسعى للهيمنة على القرار السياسي داخل البيت الشيعي, ويحاول التدخل في عمل السلطات القائمة في العراق, فتشكيل عشر لجان رئيسة كان أبرزها؛ اللجنة الحكومية, واللجنة البرلمانية, ولجنة المحافظات, واللجنة الإعلامية, يمثل أوضح صور الشراكة والتعاون بين كتل, وأعضاء التحالف نفسه بإدارة شؤونه المؤسساتية.
   هذا التحرك الجماعي أعطى رونق جديد للتحالف, ونقله من حالة الأزمات العاصفة بين المنضوين تحته, إلى تبوئه موقع القيادة لعراق ينهض منتصر على أعتاب نهاية مرحلة داعش, فأصبح ذلك الرجل المنهك من أفعال أبنائه, قطب الرحى في الحراك المؤثر داخل قبة البرلمان, وينظر له القوة القادرة على قيادة العراق, ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية, خاصة بإقرار القوانين المهمة واللازمة لتلك المهمة.
   بعدما كانت إطراف التحالف لا تجتمع, إلا كل بداية دورة انتخابية لاختيار الحكومة, بات التحالف يفاوض بشكل جماعي, بعنوان الحكومة والأغلبية التي يمثلها, ما سيدفع ايجابياً بعمل الحكومة, ويجعل البرلمان يعيد هيبته, بعدما كانت المشاكل قائمة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية, ليس لمصلحة الوطن والمواطن, إنما لمصالح مفتعلي الأزمات ومروجيها, فاستمرار وهج التحالف سيرجع تأثير صوت الأغلبية المؤثرة بالقرار من جديد.
   فمآسسة التحالف الوطني أصبحت ضرورة ملحة, وتحويله لمؤسسة سياسية يعيد للأكثرية حقوقها الضائعة في العراق, فكفى مساومات وصراخ عالي, التحالف الوطني يمثل أبناء المحافظات الوسطى والجنوبية, وكل من يتفق معهم بالعقيدة, وليس حكراً لقوى وشخصيات تبحث عن مصالحها الفئوية والحزبية, ثمانون عام كافية لان يستفيد الشيعة من تجارب الماضي المريرة.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/07



كتابة تعليق لموضوع : التحالف الوطني ينظم أوراقه المبعثرة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net