إلى أي حدّ بإمكان ملكة الإبداع أن تتفتّق داخل الإطار المعرفي علما أنّ واحدة من أبرز وظائفه هو الرّقابة..فالإطار يمارس سيادته الكاملة على التفكير ويفرض شروطا دقيقة ، وأرى أنه سابق على أولى فعالية التفكير..فالكائن قذف به داخل مجال مفعم بالشروط التي تحدد له شكل وجوده ومصيره..والمعرفة لم تكن يوما مؤسسة لوجوده بل وجوده هو الذي أسس لمعرفته..وهذا لا يناقض فكرتنا االموصولة بالحكمة المتعالية والتي ترى عدم انفكاك المعرفة عن الوجود..بلى، فالمعرفة عين الوجود..ومصيرهما واحد..وإنما نعني أنّ الشرط الوجودي الأول انعكس في المدى المعرفي فأعطانا حالة مشروطة بالإطار.بما أنّ المعرفة عين الوجود فإنّ قصة الإطار هي نابعة من النشأة الأنطولوجية التي جعلت التفكير في الإطار هو الشكل الوجودي والتاريخي لكائن يفكر..وهو كذلك كائن عاقل لكن في إطار.. ولكي يكسر الكائن شطط الإطار فهو يتمسّك بقدرته الفائقة على الانعتاق والتمرد..التمرد على الإطار والهروب من المدرسة..الشكل الكفاحي الذي يرهن وجود الكائن إلى مسار من الكدح الوجودي والمعرفي..يتدحرج الكائن من إطار إلى آخر في دورات تربك منطق التاريخانية نفسه باعتبار أنها لا تحصي النكسات..وينعكس هذا الوضع السيزيفي لكائن يتدحرج بين الأطر في مراتب الفكر فتتضارب في الجيل الواحد بل في الذات الواحدة بوصفها ذوات، حيث تتداخل وتتزاحم الأطر في التجربة الفكرية الواحدة مما ينبثق عنه الشكل المتاح من الإبداع الذي عادة ما يأتي منقوصا..ذلك لأنّ شروط الإطار الظاهر منها والباطن تمارس سلطتها الخفية والمعلنة مما يجعل الذات نفسها فضاء للمفارقة..
التحرر من الإطار وهم ، لأنّ تأثيره المغناطيسي يجري وفق مستوى من التردد يصعب التقاطه من خلال إجراءات نقد العلم التي لا زالت غير قادرة على الرصد وممارسة التفكيك التام، ولكنها تستطيع أن تحدس حقيقة مفادها أنّ الموضوعية في ضوء حتمية الإطار أمر مستحيل، فليس ثمة إلاّ موضوعية مشروطة بالإطار..
الإبداع داخل الإطار إبداع محدود ومحصور ولكنه متحرر من سطوة الرقابة، وهو إبداع يسلّم بالحدود المسبقة..بينما الإبداع خارج الإطار يفرض تحدّي الإطار الذي يتم خرم حدوده، وتحدّي الأطر التي تحلّ محلّه إذ لا غنى عن الإطار..
وفي هذا الوضع يصبح الإبداع الحقيقي ليس في ممارسة شكل من التحايل المنهجي على الإطار بل يكمن في ممارسة الشّفافية وذلك بالتصريح بما في يدنا من أسس وخلفيات وكيفية معالجة الموضوع..والشفافة في العلم لا زالت أمرا متعذرا..لأنّ معظم أشكال المقابسة تتمّ بطرق خفية..أرقاها التّناص وأدناها السّرقات..والتناص أرضية مناسبة للإبداع لأنه سفر غير معلن بين الأطر يسمح لللاّوعي المعرفي أن ينتظم بالطريقة التي تمنح الوعي فرصة للمصالحة مع الأطر الأخرى دون أن يدفع فاتورة الانتقال الصعب...
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
إلى أي حدّ بإمكان ملكة الإبداع أن تتفتّق داخل الإطار المعرفي علما أنّ واحدة من أبرز وظائفه هو الرّقابة..فالإطار يمارس سيادته الكاملة على التفكير ويفرض شروطا دقيقة ، وأرى أنه سابق على أولى فعالية التفكير..فالكائن قذف به داخل مجال مفعم بالشروط التي تحدد له شكل وجوده ومصيره..والمعرفة لم تكن يوما مؤسسة لوجوده بل وجوده هو الذي أسس لمعرفته..وهذا لا يناقض فكرتنا االموصولة بالحكمة المتعالية والتي ترى عدم انفكاك المعرفة عن الوجود..بلى، فالمعرفة عين الوجود..ومصيرهما واحد..وإنما نعني أنّ الشرط الوجودي الأول انعكس في المدى المعرفي فأعطانا حالة مشروطة بالإطار.بما أنّ المعرفة عين الوجود فإنّ قصة الإطار هي نابعة من النشأة الأنطولوجية التي جعلت التفكير في الإطار هو الشكل الوجودي والتاريخي لكائن يفكر..وهو كذلك كائن عاقل لكن في إطار.. ولكي يكسر الكائن شطط الإطار فهو يتمسّك بقدرته الفائقة على الانعتاق والتمرد..التمرد على الإطار والهروب من المدرسة..الشكل الكفاحي الذي يرهن وجود الكائن إلى مسار من الكدح الوجودي والمعرفي..يتدحرج الكائن من إطار إلى آخر في دورات تربك منطق التاريخانية نفسه باعتبار أنها لا تحصي النكسات..وينعكس هذا الوضع السيزيفي لكائن يتدحرج بين الأطر في مراتب الفكر فتتضارب في الجيل الواحد بل في الذات الواحدة بوصفها ذوات، حيث تتداخل وتتزاحم الأطر في التجربة الفكرية الواحدة مما ينبثق عنه الشكل المتاح من الإبداع الذي عادة ما يأتي منقوصا..ذلك لأنّ شروط الإطار الظاهر منها والباطن تمارس سلطتها الخفية والمعلنة مما يجعل الذات نفسها فضاء للمفارقة..
التحرر من الإطار وهم ، لأنّ تأثيره المغناطيسي يجري وفق مستوى من التردد يصعب التقاطه من خلال إجراءات نقد العلم التي لا زالت غير قادرة على الرصد وممارسة التفكيك التام، ولكنها تستطيع أن تحدس حقيقة مفادها أنّ الموضوعية في ضوء حتمية الإطار أمر مستحيل، فليس ثمة إلاّ موضوعية مشروطة بالإطار..
الإبداع داخل الإطار إبداع محدود ومحصور ولكنه متحرر من سطوة الرقابة، وهو إبداع يسلّم بالحدود المسبقة..بينما الإبداع خارج الإطار يفرض تحدّي الإطار الذي يتم خرم حدوده، وتحدّي الأطر التي تحلّ محلّه إذ لا غنى عن الإطار..
وفي هذا الوضع يصبح الإبداع الحقيقي ليس في ممارسة شكل من التحايل المنهجي على الإطار بل يكمن في ممارسة الشّفافية وذلك بالتصريح بما في يدنا من أسس وخلفيات وكيفية معالجة الموضوع..والشفافة في العلم لا زالت أمرا متعذرا..لأنّ معظم أشكال المقابسة تتمّ بطرق خفية..أرقاها التّناص وأدناها السّرقات..والتناص أرضية مناسبة للإبداع لأنه سفر غير معلن بين الأطر يسمح لللاّوعي المعرفي أن ينتظم بالطريقة التي تمنح الوعي فرصة للمصالحة مع الأطر الأخرى دون أن يدفع فاتورة الانتقال الصعب...
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat