صفحة الكاتب : زكريا الحاجي

المنهج الاقتطاعي
زكريا الحاجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 المنهج الاقتطاعي الذي يُحرّف الحقيقة، يُمارس باسلوبين:
 
الأوّل: اقتطاع من النّص، بما يُخل بظهور معناه ومراد الكاتب أو المتكلم.
 
الثاني: اقتطاع من الفكر العام للشخصيّة، بإجتزاء فكرة واحدة وإبرازها، وتسليط الضوء على مختلف مواردها، وهو ما يعني تغييب الجوانب الفكريّة الاُخرى التي تكمّل ملامح الشخصيّة، ومن ثم تُرسَم ناقصة، بل قد تخرج عن واقعها.
 
والاقتطاع بالاسلوب الأوّل يُحقق غاية التقوّل، لمن يؤمن به - سواء من ناحية شرعيّة أو تكتيكيّة -. 
 
وأما الاسلوب الثاني يُحقق صناعة الرّموز والشخصيّات الوهميّة، وعادة يُمارسها من يشعر بالعجز والقصور الذّاتي، فيلجأ إلى صناعة شخصيّات يتكئ عليها ويتقوّى بها، أضرب مثالاً بالسّيد الشهيد الصدر [قدس] - لأنّي أعتقد  أنّه من الشخصيّات المختطفة، التي مورس في حقها الاسلوب الثاني كثيراً، فهناك من لم يعرض شخصيّة السّيد الشهيد كما هو قدّمها [قدس]، بل كما يُريد المُستعرِض أن يقرأها -، فمثلاً: يتبنى أحدهم فكرة أو مشروعاً ما، فيقتطع جانباً من سيرة السّيد الشهيد ويسلّط الضوء على تصريح لا يتجاوز حدود حادثة معيّنة، ليسقطه على مشروع يتبناه المُستعرِض، فيوظّف ذلك التصريح على أنّه يُحاكي مشروعه، بتحليلات متكلّفة وإعلام مكثّف.
 
المنهج الاقتطاعي بالاسلوب الثاني يُمارسه اليوم الكثيرون من أصحاب المشاريع الفكريّة المشبوهة؛ لأن الاقتطاع فيه ليس بدرجة وضوح الاسلوب الأوّل، ويُستغفل به القارئ العامّي الذي لا يُحيط بملابسات القضايا أو الجوانب الاخرى المتعدّدة في الشخصيّات، فينبغي أن نتحلى بوعي أكبر، لا سيما عندما تُستغل قضايا المرجعيّات والرّموز الدينيّة، وتُقتطع من سياقاتها لِتوَظّف في تحقيق غايات اخرى.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زكريا الحاجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/05



كتابة تعليق لموضوع : المنهج الاقتطاعي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net