صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

ثقافات وحضارات!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

الحضارة تعكس الثقافة , فالحضارة مرآة ثقافات الأمم والشعوب , وبتنوع الثقافات تتنوع الحضارات , فالبشر يسكب ما فيه في أوعية محيطه , فالذات والموضوع متفاعلان ومتعاكسان , ولا يمكن الفصل بينهما , أو التوهم بأنهما متناقضان.
والثقافة السلبية تلد حضارة سلبية , والأفكار السوداء تصنع وجودا أسودا.
فثقافة القتل تدفع للقتل , والعقائد المتعفنة في دياجير البشر تتسبب في إنشاء صيرورات متعفنة في واقعه الذي يتعفن فيه.
وما يجري في المجتمعات المُعطلة يعكس ما تحتويه من الثقافات , وما تختزنه من السلبيات وتعبر عنه من الأفكار السيئة والتصورات النتنة , التي تريد ترجمتها في زمن يرفضها ولا يقر بها.
فالأفكار المؤدينة الحمقاء تؤدي إلى تداعيات العدوان وسفك الدماء وتدمير العمران , والقضاء على الإنسان كفرد ومجتمع وصيرورة كيانية ذات قيمة آدمية.
وبإنتشار هذه الأفكار الموتية الفنائية يتحقق في الواقع الذي تترعرع فيه ما يشير إلى دورها المؤثر في الخراب والدمار الشامل المتوافق مع محتوياتها ومنطلقاتها الشنعاء.
ولهذا فأن المتوقع من مجتمع تسود فيه ثقافات الموت والكراهية والبغضاء , أن يكون الفعل متناغما مع المحتوى الفاعل في الرؤوس والنفوس , والذي يساهم في تجسيد المعاني الكامنة فيه.
ولكي يتم بناء الحضارة المعاصرة لابد للمجتمعات أن تمتلك أفكارا معاصرة ومتفاعلة مع زمانها ومكانها , وأن تتخلى عن المطمورات السوداوية الخاوية التي لا تؤمن بالزمان والمكان , وإنما تعتقله في زنزانة تصوراتها وتداعياتها السلبية المتجهة نحو البلاء والفناء.
وكما هو واضح فأن الذي يتحقق في واقع العديد من المجتمعات , إنما يعكس ما ترسب فيها من الأفكار الموتية والتطلعات الغبراء المتمترسة في خنادق الأجداث , والتي تقرأ ما مضى وإنقضى على أنه حي فاعل في رسم خارطة أيامها , وهي تستلطف الإرتهان به والضياع في متاهاته , لكي توهم نفسها بأنها قد إنتصرت في الحياة , وإمتلكت مصيرها المطلق.
ولن تقوم قائمة لمجتمعات تتصفد في الماضيات الباليات الخاويات , إن لم تستيقظ وتبصر أنوار عصرها , فأنها ستؤول إلى عصف مأكول , وتلك سنة كون يدور ولا يتعب!!
"وتلك الأيام نداولها بين الناس" آل عمران 140 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/26



كتابة تعليق لموضوع : ثقافات وحضارات!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net