صفحة الكاتب : نافز علوان

محمد بن سلمان .. كلمة راس لو سمحت.
نافز علوان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 اسمحلي يا سمو الامير بكلمة بيني وبينك أو كلمة راس كما اعتدنا ان نقول في المجتمع السعودي. لقد اثرت يا صاحب السمو  اغبرة وأطلقت سحابات من الدخان وحجزت عشرات الصفحات في اهم صحف العالم وتكبدت ملايين الدولارات من اجل نشر وترويج وخلق عالمية لاسم محمد بن سلمان. عشرات بل مئات الملايين من الدولارات أنفقتها لترويج الأفكار الخاصة بكم وبتطلعاتكم الاقتصادية ونجحت في ان تكون صاحب أضخم حملة إعلانية شخصية لتعريف العالم بكم ومن هو محمد بن سلمان. ولَم تتوقف عند هذا الحد بل قمت، نزولاً عند رغبة مستشاريك وليتك لم تفعل، قمت بالاعلان عن فتح اكبر عملية استثمارية في تاريخ الكرة الارضيّة عندما قمتم بوضع شركة النفط السعودية أرامكو للتداول في سوق الأسهم العالمية والذي اثبتت فشلاً ساحقاً في التداول على الرغم من إنفاقهم المنقطع النظير، واعني هنا الشركات الاستشارية، التي قمت بإعطاءها ارصدة مفتوحة للصرف على حملات الترويج لأسهم شركة النفط الوطنية والتي على الرغم من مئات الملايين التي تكبدتموها الا انها فشلت في استقطاب اَي من المستثمرين حتى شيوخ منطقة الخليج وأباطرة المال هناك عزفوا عن الخوض في اسهم شركة النفط الوطنية أرامكو. وبعد كل هذا الصرف الهائل الذي تكبدتموه يا صاحب السمو خرجت نتائج المحللين لجدوى التعامل بأسهم شركة أرامكو على انها من الأسهم الحمراء والتي تعني توقع خسارة فادحة للمتعاملين مع هذه الأسهم. اما الذي لم تنجح في إخفاءه شركات تسويق اسهم شركة أرامكو ونجحت في فضحه شركات تحليل الاسهم تلك، هو ان المملكة لا تملك الارضيّة الاقتصادية ولا المناخ الاقتصادي الآمن لتداول مثل هذا السهم الخطير في شركة نفط وطنية سعودية تفتقر الى ابسط عوامل الأمن الاقتصادي. ادرك المحللون الاقتصاديون ان شركة بهذه الضخامة معرضة للزعزعة بجرة قلم من العائلة المالكة السعودية تنهي به كل التزاماتها تجاه المستثمرين لديهم ولا يوجد في المملكة كما تعلمون يا سمو الامير قانون وحتى ان وجد لا يوجد في المملكة آلية قضائية تستطيع الوقوف في وجه العائلة الحاكمة في المملكة للحيلولة دون وقوع هذا الامر أو الحفاظ على حقوق المستثمرين في تلك الشركة الوطنية والتي هي أولاً وأخيراً شركة وطنية حكومية سعودية تخضع لتقلبات واحتياجات حكومة المملكة وفِي حال قررت حكومة المملكة تعليق نشاط الشركة أو تجميد التداول وتحويل أموال المستثمرين صوب الخزينة السعودية فلن يكون لدى المستثمرين في تلك الشركة سوى محكمة العدل الدولية وهنا فأنت تتحدث عن عشرات السنين من التقاضي المرير والذي لن يقامر اَي مستثمر في العالم ان يخوض فيه.
 
لم ينجح حكام الخليج من قبلك في اجتذاب استثمارات حقيقية لا في ابراجهم السكنية والتي هي الْيَوْمَ كما نراها خالية ولا في خطوطهم الجوية التي تتكبد خسارات فادحة بسبب عزوف المسافرين عنها وهاهي طائراتهم العملاقة تقلع من مدن العالم المختلفة بعشرة ركاب هنا و عشرون راكب هناك على متن طائرات تتسع لما يزيد عن الأربعمائة راكب للطائرة الواحدة. قذف حكام الخليج من قبلك يا صاحب السمو بالمليارات تلو المليارات من اجل ان يصدق العالم ان لديهم استثمارات  حقيقية وعلى الرغم من ذلك اخفقوا اخفاقاً رهيباً، وذلك لنفس ذات الأسباب التي ذكرتها لكم سابقاً، وهي انعدام الارضيّة الاستثمارية المستقرة في دول الخليج العربي وخطورة فردية القرار الحكومي والذي هو بيد أفراد العوائل الحاكمة في دول الخليج وانعدام القضاء القادر على حماية المستثمر ضد سطوة اليد الحاكمة في دول الخليج العربي.
 
وبعيداً عن الاستثمار دعني أحدثك يا صاحب السمو عن زجهم للملكة، واعني هنا الغرب وزبانيتهم، في حروب ونزاعات كان ملوك المملكة اذكى من ان يقعوا في فخ الخوض في اَي من تلك المعارك وجهاً لوجه. لقد قامت المملكة العربية السعودية بتحرير الكويت بشيك قيمته الإجمالية ما يقارب العشرة مليارات دولار ولَم تسقط قطرة دم سعودية على ارض الكويت لتحريرها. وقبل ذلك قامت المملكة بمواجهة عبدالناصر في محاولة احتلاله للمملكة العربية السعودية عن طريق اليمن بشيك اخر قيمته ما يقارب المائة مليون دولار في ذلك العهد! لماذا إذاً وفجأةً هذا الاقحام الغير مبرر للمملكة العربية السعودية في اليمن وفِي الحرب نيابة عن أمريكا واوربا ضد الحوثيين والقاعدة وغيرهم في اليمن؟  ولماذا الان قررت المملكة التخلي عن الشيك المحارب الذي كان يحارب نيابة عنها والذي قال عنه احد أعضاء مجلس العموم البريطاني "لو ان بريطانيا استخدمت الشيك المحارب كما استخدمته المملكة العربية السعودية في تحرير الكويت لما سقط لنا جندي واحد في حربنا مع ألمانيا". وبمناسبة الحائط الحدودي الذي سيقوم ببناءه الرئيس الامريكي الجديد وعلى ضوء النجاح الهائل الذي احرزه الاسرائيليون من خلال الحائط الذي أقاموه بين مستعمراتهم وبين البلدان والقرى الفلسطينية، فان المملكة العربية السعودية لو قامت ببناء حائط حدودي بينها وبين اليمن شاهق الارتفاع لما كلّف المملكة واحد على العشرة من ما تتكبده الْيَوْمَ من خسارة فادحة من الموارد والافراد في حربها في اليمن.  من هو هذا المستشار الفذ الذي أوعز لقادة المملكة بجدوى الخوض في مثل هذه الحرب؟  لقد كان، ولا يزال، بإمكان المملكة ان تقوم بتجنيد جيوش الغرب العاطلة التواقة لأي حرب لكي تخوضها وستكون التكلفة ربع ما تتكلفه المملكة في حربها مع جبال اليمن هذه وتحقن بذلك الدماء السعودية التي لا ثور لها ولا طحين في حرب اليمن تلك ولكي تتفرغ للخطر الإيراني القادم على المملكة عن طريق العراق والذي بعد ان يفرغ قريباً من القضاء على الدولة الاسلامية في شمال العراق سوف يتجه صوب المملكة بحجة انها هي منبع الدولة الاسلامية ويجب القضاء عليها طبقاً للمخطط الشيعي العراقي الإيراني.
 
مجرد كلمة راس يا صاحب السمو .. مجرد كلمة راس ...
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نافز علوان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/19



كتابة تعليق لموضوع : محمد بن سلمان .. كلمة راس لو سمحت.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net