صفحة الكاتب : فاضل العباس

دموع في عيون المطر
فاضل العباس
 انسحبت الشمس خجلة ولاذت
ُ خلف سحب بيضاء غسلت اثوابها في مكان
ما.
عاودت السحب تلم اشتاتاً مبعثرةً
لمعصراتٍ حالكةَ اللون ِ.
وعلى غير العادة عند العصر تنزف الغيوم
في تلك المدينه التي تقع عند اسفل
الوادي تاركةً  الجبل  مظلة لها .
بدأ المطر عند غروب الشمس  صانعا جوا
كئيبا مع خفوت الانارةِ في  الشوارع
التي تنيرها مصابيح باهت الصفرة.
خلت الشوارع من المارة والسيارات الا
القليل منها العائدةً الى اوكارِها.
بدأت الحوانيت تغلق ابوابها ليزداد
المشهد ضبابيةً وحزناً.
كانت وحدها في تلك الغرفة المظلمه
مكتفية بمصابيح الشارع للاستدلال على
اشياء الغرفة المبعثره .   كان الاهمال
متعمد ربما يشبه ما بداخل راسها من
افكار .
عبر النافذه التي انسابت دموع المطر على
زجاجها المترب
امتزجت مع دموع عينيها التي لم ينقطع
جريانها  على خدودٍ كارض مجدبهٍ مذ رحل.
 
طرقات اختها على الباب لم تكسر صراخ
الصمت الذي يحتل المكان  كصمت صخور
الجبل ،شاردة بذكرياتٍ امتلكت القليل
منها
تتذكر ضحكاته بل كركراته كا الاطفال  .
كان يرقد على فخذها لتداعب له شعره بل
يطلب  منها ان تهرش له فروة الرأس
 
انتبهت اخيرا للطرقات
فتحت الباب
كدت اكسر الباب ،،
الاتسمعين؟،،
مابكِ؟،،
الى متى تبقين هكذا؟،،
امي تطلبكِ،،
ماذا تريد؟- -
تقول هناك خبر هام سيذاع على التلفاز،،
الاخبار هي هي لاتاتي بجديد ولاتغير ما
حصل- -
خرجت من زنزانتها ساحبة جسدا متهالكا
مخشوشبا
عبر التلفاز كان صوت المذيع الحماسي
يملئ الصالةضجيجا
انسحب العدو منهزما شر هزيمة
وقواتنا الباسلة تلاحق فلوله
انسحبت هي الى زنزانتها
اجهشت بالبكاء ورمت بجسدها على السرير
في الصباح كان صوت فيروز ياتي عبر
النافذه
سنرجع يوما الى حَيّنا
همست  مع أَنَةٍ لكنه
لن يعود

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فاضل العباس
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/07



كتابة تعليق لموضوع : دموع في عيون المطر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net