صفحة الكاتب : علاء الحجار

شعب الحسين ع
علاء الحجار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ان مفهوم الشعب يرتبط بعدة صفات ومميزات تجعله يستحق هذه الرتبة من التجمع البشري ومن هذه الصفات هي العدد ومعدل نموه سنويا وزيادته المنتظمة او المضطربة والعقيدة او الديانة او المعتقد العبادي  ، فلا ترى اي شعب من شعوب العالم مجتمعين على معتقد او دين واحد يتعبدون به الا ما ندر . 
هنا نطبق هاتين الميزتين الانفتين على زوار اربعينية الامام الحسين ع لنجد انهما متطابقة مع هذا الزحف والتجمع المليوني السنوي فعددهم تجاوز والحمد لله الـ ٢٠ مليون زائر وهو بزيادة مستمرة سنويا يجمعهم دينهم الاسلامي ومذهبهم وحبهم للائمتهم ع وتمسكهم بمنهجهم وسيرتهم . 
كما ان هذا الشعب له ميزات اخرى قد لا تجدها في باقي شعوب العالم منها اختلاف ثقافاتهم ولغاتهم وحتى لون بشرتهم لكنهم وخلال مسيرتهم الى قبلة الثائرين والمصلحين الامام الحسين ع تتآلف قلوبهم وتنصهر كل اثنياتهم وثقافاتهم وعاداتهم بحب الحسين ع واهل بيته واصحابه ومن سعى في رحله طالبا للاصلاح ورافضا للظلم والفساد واستشهد بين يديه ، تجمعهم كل الثوابت التي استشهد من اجلها الحسين ع وتتجلى في مسيرتهم القيم والاخلاق الحسينية التي تجسد الاسلامي المحمدي الانساني  ،فهذا الشعب مقسوم الى قسمين زائر وخادم لهذا الزائر قود لا يجمعهم وطن دائم لكن كربلاء وطن قلوبهم وافئدتهم ، فمسيرة الاربعين ابهرت العالم بالتنظيم وتوفير المأكل والمشرب والايواء فاصحاب المواكب المنتشرة كسلسلة من ادنى نقطة حدودية في جنوب ووسط العراق وصولا الى كربلاء المقدسة مرورا بالمدن والقرى والقصبات لم يعرف الى الان ميزانياتهم او كم ما يبذوله خلال ايام الاربعينية فنيزانياتهم مفتوحة بكرمهم وببركة الحسين ع فلم تسجل اي حالة وفاة او اصابة جراء جوع او عطش او حتى تسمم للاكل رغم عدم توفر الشروط الصحية في بعض الاحيان في تقديم الوجبات الغذائية وهذا ايضا سر من اسرار المسيرة الحسينية ، فلو اردنا نقوم بحساب ما يتم صرفه في هذه المواكب لوجدنا انها تعادل موازنات دول صغيرة في المنطقة والعجيب في هذا الامر ان هناك تنافس اصبح بين المواكب واهل الخير في ما يقدموه فتنوع الوجبات وزيادتها والبحث عن ما يرضي الزوار من مشروبات ووجبات غذائية فما شهدته بأم عيني في العام الماضي تقديم لمشروبات ساخنة ليست بما عرفوه العراقيين بل هي مشروبات اجنبية اراد اصحاب المواكب ان يرضوا ذائقة الزائر الاجنبي فعمدوا الى تقديم ما اعتادوا على تناوله الزوار في بلدانهم وهذا بصمة حسينية اربعينية جديدة تضاف في سجل اعمال القائمين على هذه الخدمة .
اذن السائر في هذا الطريق الخالد يستشف ان لا توجد اي موازنة اقتصادية محددة بل البركة والفائض والتنوع في كل ما يقدم هو الصفة الغالبة والسائدة هناك. 
هذا الشعب تحدى كل الظروف الامنية والارهاب وقوى الشر الظلامية المتطرفة التي عبثت بامن العراق ولم يبالي هذا الشعب الى هذه التحديات بل اصر على الاستمرار بهذه المسيرة والقدوم من شتى بقاع العالم ومعرفتهم جيدا بما يمر به العراق من تحديات امنية ومحدودية امكانيات الجيش والشرطة وكل القوى الامنية في الحفاظ على امن المدن فأي شعب بعدد نسمات زوار الاربعينية وبمعدل نمو سنوية كالزيادة في عدد الزوار سنويا  يحتاج الى منظومة امنية من مختلف الصنوف كي توفر الحد الادنى من الامن له فهذا اعجاز اخر يضاف الى الاعجازات الحسينية في زيارة الاربعينية. 
اذن لا احد يستطيع ان يضع تفسر علمي بمعطيات العلوم الحديثة لفهم الديناميكية  التي يتحرك بها هذا الشعب الفريد من نوعه   ويؤمن كل متطلباته لكن من يعرف ويؤمن بالقضية والمنتسبك الاي قدموا واجتمعوا من اجلها يعرف جيدا السر الالهي من وراءها

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء الحجار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/04



كتابة تعليق لموضوع : شعب الحسين ع
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net