صفحة الكاتب : عدوية الهلالي

نحتاج الى صفعة !
عدوية الهلالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تشهد السياسة انحدارا في مستوى الاشخاص الذين يخوضون غمارها ويتبؤون مناصبا مهمة فيها –حسب التقرير الذي اعدته احدى القنوات المصرية – تعليقا على الفيديو الذي يصفع فيه نائب رئيس الوزراء التشيكي وزير الصحة على –قفاه- في احد المؤتمرات لتقصيره في اداء واجبه او لاسباب شخصية كما نقلت بعض القنوات الفضائية ..وكان التقرير المصري قد اورد اسماءا لاتليق بمفردة –سياسي – منها الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الابن الذي كانت والدته ترى فيه الابن الأكثر غباءا بين اقرانه ، والرئيس الفرنسي ساركوزي الذي اثار وصوله الى السلطة دهشة الكثيرين ، وبيرلسكوني الايطالي –التافه – كما كان يراه معارفه والذي اوقع ايطاليا في ازمات كبيرة بعد بلوغه السلطة وغيرهم كثيرين ممن بدأوا يتجاوزون حدود مناصبهم جاعلين من السياسة جسرا لتحقيق طموحاتهم او تعويض فشلهم في الحياة العادية ...
لحسن الحظ ان التقرير المصري لم يتعرض لأسماء الساسة العرب –والعراقيين خصوصا – والا لكنا تعرفنا على خيبات كثيرة ألمت بنا بوصول العديد الى السلطة ممن لايفقهون في السياسة اكثر من ملء الجيوب وتدمير البلد ..لدينا على سبيل المثال ثلاثة نواب لرئيس الجمهورية تم اختيارهم من مناشيء مختلفة لارضاء جميع الكتل ..وقد تم استبعادهم قبل فترة بقرار حكومي لاثبات حسن نية الحكومة في تطبيق سياسة التقشف لانقاذ ميزانية الدولة من العجز ، لكنهم عادوا بقرار آخر رغم ان وجودهم في الحكومة يكلف ميزانية الدولة ثلاثة مليارات ، وهو مايثبت ان السياسة مجرد خدعة وان السياسيين مهرجون يمكنهم الرقص على الحبال وممارسة الالعاب السحرية لجذب اهتمام الجمهور وخداعه..وبعد ان كان التقشف حجة لاستبعاد اولئك النواب ، صار على رئيس الجمهورية تخصيص المليارات احتفاءا بعودتهم ..تلك المليارات التي تتسرب من بين ايدي العراقيين بسهولة لتتحول الى رواتب لاعضاء الحكومة وتتسرب غيرها الى الخارج لتتحول الى عقارات واملاك وارصدة في المصارف تؤمن للساسة حياتهم ومستقبل عوائلهم ، في الوقت الذي لايتعدى طموح بعض العراقيين الحصول على عشرة الاف دينار كأجرة يومية لاتكفي لسد ابسط احتياجاتهم المعيشية ، ويحلم الموظفون باستلام رواتبهم دون استقطاعات ، وتطمح الاسر العراقية الى استلام كتب مدرسية لأولادها الطلبة، ويتمنى المواطن العراقي الا يفقد حياته في المستشفيات العراقية بسبب اخطاء او تقصير او نقص في الادوية ..
كم مسؤول عراقي لايستحق بلوغ منصبه ؟ وكم منهم يستحق ان يضرب على –قفاه- عقابا على تقصيره ؟ وكم منهم يملك شيئا من الضمير و( الغيرة) ليعترف بفشله وتقصيره ؟...قد لايحتاج الأمر اعداد تقرير عن انحدار السياسة في بلدنا ، فقد اطلعنا على تاريخ السياسيين وكشفت الملفات فسادهم ولم يعد شيئا خافيا علينا ، لكننا بحاجة الى تغيير يتولى صفعهم نيابة عنا ، والى وجوه تدرك معنى المسؤولية تجاه البلد والمواطن ..وان يتم تنظيف الساحة السياسية من فسادهم واطماعهم وحقدهم ...لكن مانحتاجه شيء ومايحصل على ارض الواقع شيء آخر ،ومادامت قراراتنا الحكومية نصيرة للمسؤول ومجحفة بحق المواطن ، فنحن من يحتاج الى صفعة بل صفعات لأننا سمحنا لمن لايستحق ان ينال صفة (سياسي ) !!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عدوية الهلالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/02



كتابة تعليق لموضوع : نحتاج الى صفعة !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net