هو فقط...
هشام شبر

هو: جلست وسط ضوء النجوم على غيمة تفكر ان تنتحر مطرا اخاف ان اتنفس لئلا تضيق انفاسها وتهطل ...تعبت انا .. من الخوف تعبت ..من الذل تعبت ...من وطن يمضغ ابناءه باسنان الحروب تعبت ....... انا المنذور دمي للحروب ...انا من رمى الفقر بعباءة امي فتناقلتها الغربان .....( يبكي وهو يقترب نصب الجندي المجهول يمشي ويردد )انا في ظلمة عطشى لضياء يشرب انفاسي ..ينهض ظلي يراقصني ..يدهش عندي احساسي ...يرميني ببقايا نبضي .. يرجمني ( يضحك بسخريه)....تعودت ان اكون هامشا ... ورمادا وسط تنور امي .... ( ينادي بصوت عالي .. وبهستيريا ) امي ... اين انتي ياامي ...( بهمس مليء بالشجن يردد)حين مات تنور الخبز في بيتنا القديم جاء رغيف الخبز يبكي احتضاره ...ويحن الى يد امي التي ماتت وتركت قلبها طبقا يلمنا وقت الفطور .... انفاس امي في حديقة البيت القديم تردد الدعاء .. وتنادي باسماءنا كي نعيد الى تنور الخبز الحياة ...

.( يضحك ويبكي يضحك ويبكي )انا نصف خرافة ونصف جنون ...اشرب انفاسي كي اتحسس مكاني...

...وحدي انا من ينام على ارصفة الخريف ويتغطى باوراق الصفصاف ...وحين يصيبني العطش اشرب الحروب ...( يضحك ببكائيه)

...في خاصرة الوطن..ومن دخان الحصار الذي خدر رئة الفاجعه وجعل الروح تتنفس رائحة الحزن ..كان الجرح ...نشيج كاروك طفولة صدات مفاصله ..فراح يبكي ملامحه .....

.....( يمشي مشية عسكريه وهو يردد.. احنه مشينه مشينه للحرب .. عاشك يدافع من اجل محبوبته .....( يردد وهو يبكي )...

( يردد وهو يبكي ومن ثم يقف تحت سارية علم الوطن ويخاطبه )....حين اصبت برصاصة النسيان في قلب الذاكره .. نزفت كذبة نيسان فقدت تاثيرها في المفاجاه ..نموت نموت ويحيا الوطن نموت نموت ويحيا الوطن ..( يبكي) وطن بلا نحن مانفعه وهل كتب علينا ان نموت الف مرة كل يوم كي تحيا ياوطن ...(يبكي ويحتضن العلم ويقبله ويضمه الى صدره)

من قلب الوجع ..من بقعة دم رفضت ان تترك فم الجرح ..من اغتسال وجه الحلم في ماء الحزن كي يستفيق هاانا اعلن اني احبك ..احبك .. احبك....اختنق بعبرتي ..وانا اعبر انفاس قطعت اوصالها بكاء روح تحن الى اليك ...

احتاجك الان ..لعباءة لفتني بالحنان ... وعطرا تنفس بي تفاصيل المكان ...اليك يامن كنت تنورا ينتج الامان احن....

.انت اول وطن يلبسني ثوب احساس ... وانت اول قصيده تتوضا بدموعي ...(يضحك بهستيريا وهو يتحرك كالمهرج وسط المكان)انا حمامة حبلى بالسفر .....تعبت خطوات نبضي ....وانهار قلبي بالبكاء ....تلعثم فؤادي حين تساقط التعبير دموعا على خدود العمر ....احتضن الطريق رصيف الوهم .

( يمسك بخوذة مزقتها الشظايا ويخاطبها )انهض...لا اريد وداعك .. انهض فالطريق مازال طويلا ونحن بحاجة اليك .. انهض فقلبي تعب يحتاج الى نبضاتك .. انهض ياطيبة الارض وطهارة الماء .. انهض اريد ان احادثك .. اقرا في عيونك تاريخي .. لاجلنا انهض ... فنحن لم نعد نقوى على الصدمات.... انهض ... انهض ..بين طيات عيوني اجد صورتك مزروعة في بؤبؤء الروح ..تتخذ فؤادي بيتا لها.......حين ضاع عطرك في اخر خطوة من انفاسي بكيت ياوطن ..وبعثت الاف من النبضات كي تقبل جبهتك

كنت راكبا غربتي...حين سمعت من بعيد ... صوتا يلاحقني.... حيل اسحن بروحي سحن... وعلمني عالهم والحزن ....ابتعد الصوت ... سمعت ضجيج وهمسات وبكاء ..ياسيدي ...حين يكون الوطن على مصطبة الاحتياط والخيال على ارض الملعب ... معنى هذا ان الوطن اما عائد من اصابه او هو لم تكتمل لياقته بعد ....

حاولت ان افتح ضفة اخرى قريبة من شاطيء قلبي ...حاولت ان اغير معالم غربتي بحزن يسكر وحلم يحتضر ... منذ اربعين عاما وانااحمل جرحا جعل صوتي كانه ريح يهز شجرة صفصاف ...

اشتبكت في جسدي سيوف الغربه ..وانا ارسم على رمال البحر غريبا على الخليج .... يستمع الى حكاية طائر النورس الذي فقد ذاكرته ....

( يضحك)حين تركتك ياوطني كان جرحك لازال يحبو ...ويشرب نزفه كل مساء وهو في كاروك الالم ... وحين جئت ارتوي منك رايتك مطر صيف ...

(يصرخ)من فم النزف ... ومن شفاه دماء الابرياء ...من فرح مات في الخدج ...نصرخ الله اكبر...نشرب اشلاءنا كل يوم من كوب ارصفة حبلى بالحزن ..ونجلس لنعاود حمل اكفاننا على قلوب تعبت من الزمن البغيض ....

لملم جراحك فان الموت قد جاء يقبل صبرك ...فان الجوع والحرمان من قبل الموت قد نال من نحرك ...تاريخ باكمله وانت تذبح وتسبى باحداث مكررة ..

الموضوع السابق ثأرُمَجرُوحٍ قصة قصيرة جداً

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat