صفحة الكاتب : شهاب آل جنيح

تحرير الموصل يرسم مستقبل العراق
شهاب آل جنيح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الموصل التي أسرتها عصابات الإرهاب والبغاء، قبل سنتين ونصف؛ بعد أن خانها ولاتها، وهرب قادة جيشها، فدخلها الغرباء؛ ليدمروا كل أثر لعراقيتها ووطنيتها، وليبثوا فيها سنن التخلف والهمجية، فكان يوم سقوطها بيد هذه العصابات، يوم نكسة للعراقيين جميعاً. 
بدأت عصابات "داعش" تمددها من الموصل، بعد دعم إعلامي عربي وطائفي؛ يسعى لزرع الفتنة بين العراقيين، ويوهمهم بأن هذه العصابات ماهي إلا حركات ثورية، من أبناء مدنكم، لتخلصكم من "الاحتلال الرافضي" انطلت هذه الخديعة على كثير من العراقيين السنة، وكذلك على بعض من العرب؛ فساندوها ودعموها، حتى بان زيف هدفهم، وكذب زعمهم.
تمدد "داعش" استمر بشكل سريع ومريب، فقد غطى ثلث أراضي البلاد خلال أيام معدودة، حتى صارت بغداد في مرمى نيرانهم، وبذلك أطلقت المرجعية في النجف الأشرف، فتوى الجهاد الكفائي، ليبدأ العد التنازلي لنهاية هذه العصابات، رغم كل الدعم والتمويل الذي حظيت به.
الحشد الشعبي الذي تأسس تلبية لفتوى الجهاد الكفائي، كان دوره مفصلياً، في كل انتصارات العراقيين على الإرهاب وداعميه، فقد كان تشكيله صدمة لكل أعداء العراق، فبسببه حطمت كل آمال وأحلام الداعمين للإرهاب، كالسعودية وقطر وتركيا ومن صف صفهم، لذلك لم يجدوا تهمة لتشويه سمعته، سوى إلصاق التهمة الطائفية به!
أثبتت دماء العراقيين من أبناء الحشد، والقوات المسلحة، وطنيتها وعراقيتها، حين أعادت للوطن حدوده بدمائها، ورسمت المستقبل بتضحيتها، وفي قبال ذلك، فضح أمر المتواطئين والخائنين، الذين باعوا كرامتهم، لدول ومنظمات طائفية، لاتريد للعراق سوى الدمار والخراب. 
انتصارات العراقيون اليوم، في الموصل هي بداية لنهاية "داعش"، وخيبة لكل الدول التي راهنت على عدم قدرة العراق، في الحفاظ على وحدة أراضيه وشعبه، فالهزيمة هزيمتين، الأولى طرد الإرهاب ومن يقف خلفه، والثانية هزيمة أفكارهم، ومشاريعهم الطائفية في العراق الجديد. 
أرادوا للموصل أن تكون سكينٌ في خاصرة الدولة العراقية، وعملوا على جعل "داعش" ورقة ضغط، أمام المجتمع الدولي، فقاموا بدعمها مادياً وإعلاميا؛ً بحجة سنة العراق والدفاع عنهم، لكن أبى العراقيون، إلا أن يطردوا عصابات الإرهاب من أرضهم، ويقفوا متوحدين في وجه أجندات أرادت للوطن شرا، بل عملت على تقسيم البلاد، بحجة عدم قدرة الحكومة على السيطرة على أراضيها.
تحرير الموصل يرسم مستقبل العراق، ويثبت للعالم أن هذا الشعب لم ولن ينحني، أمام مجموعات من المتخلفين الهمجيين، فتأريخه يمتد لآلاف السنين، ولن يرضى أن يكون تحت وصاية، تركية أو أمريكية أو سعودية، بل يبقي كما هو، العراق، الذي سيأخذ دوره في المنطقة والعالم، ويقول كلمته في كل أزمة إقليمية، وأولها الأزمة السورية، فنهاية تنظيم "داعش" في العراق، تعني بداية نهايته في سورية.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


شهاب آل جنيح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/17



كتابة تعليق لموضوع : تحرير الموصل يرسم مستقبل العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net