صفحة الكاتب : د . حامد العطية

بالأمس تلقت أمريكا ثلاث صفعات فهل ستكون الرابعة من العراق؟
د . حامد العطية

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 دوى صوتها، وترددت أصداؤها، وسرت ارتداداتها، حتى عرف بها القاصي والداني، وتلقى الناس انباءها بين مشفق ومتشفي، تلك ثلاث صفعات سددت لغطرسة أمريكا.
     اسقطت عصابات طالبان مروحية قتالية أمريكية، فهلك ركابها، ومن بينهم واحد وثلاثون عسكرياً من نخبة جنود البحرية، الذين تتفاخر بهم، بل ومن نفس الوحدة التي قتلت زعيم الإرهابيين السلفيين الوهابيين اسامة بن لادن في أفغانستان قبل أسابيع قلائل، تلك هي الصفعة الأولى.
   والثانية كانت من عقر دارهم، عندما قررت مؤسسة ستاندرد أن بور لتقييم القدرة الائتمانية تخفيض تقييمها لمديونية امريكا، من أعلى مرتبة إلى ما دونها، ولأول مرة في تاريخها، تجد أمريكا نفسها خارج مجموعة النخبة المكونة من ثمان عشرة دولة كبيرة وصغيرة، ولا يستبعد أن يتعرض تقييمها الإئتماني لتخفيض آخر خلال عام أو أقل، مما ينذر بتداعيات وخيمة على الاقتصاد الأمريكي، الذي ما زال يحاول الخروج من أزمته الاقتصادية الخانقة منذ ثلاث سنوات، وينذر الأمريكيين بمواجهة صعوبات بالغة في الحصول على قروض تجارية واستثمارية وشخصية جديدة، ويرفع سعر الفائدة على القروض الحالية، ويضعف امكانيات تحقيق معدلات نمو اقتصادية جيدة.
   الصفعة الثالثة مرتبطة بالثانية، ومصدرها الصين، صفعة كلامية على وجه التحديد، في مضمون بيان صادر من حكومتها ينتقد سياسات أمريكيا الاقتصادية المتهورة، وبالتحديد تماديها في الاقتراض إلى مستويات خطرة، ويعبر عن تخوف الصين من النتائج الكارثية لهذه السياسات، والتي في تقديرها تبرز الحاجة لاعتماد عملة غير الدولار الأمريكي في التعاملات الدولية التجارية، ومن حق الصين توجيه النصح لأمريكا بل وحتى إنذارها، فهي ولية نعمة أمريكا في مجال الديون، ولولا قروض الصين لما وجدت حكومة أمريكا نقوداً كافية للصرف على نشاطاتها ومغامراتها العسكرية الفاشلة وقواعدها العسكرية المنتشرة في أرجاء العالم، لذا كان تصريح الصين أشبه ما يكون بتقريع مدرس لتلميذ خائب.
  في العراق وحده ما زال البعض يسبح بحمد أمريكا، لأنها كما يدعون حررت العراقيين من النظام البعثي الطاغوتي، متغافلين عن اهداف أمريكا الحقيقية من احتلال العراق، فلو كانت أمريكا تريد الحرية والديمقراطية للجميع بما فيهم شيعة العراق لما وقفت بقوة بجانب الحكم السعودي الوهابي المضطهد للشيعة ولما ساعدت حكام البحرين الطائفيين وسكتت على تنكيلهم بالمعارضة السلمية، وليس من المعقول الاستعانة بسلاح أمريكا وخبراتها القتالية التي يبدو بأنها غير كافية لمنع تكبدها بالخسائر الفادحة أمام مقاتلي طالبان واسلحتهم البدائية، وخيبات أمريكا الاقتصادية تجعلنا نشكك في قدرتها على مساعدة العراق في تنمية اقتصاده، لذا سيكون حال العراق أفضل بكثير من دون أمريكا وقواتها ومدربيها وخبراءها وغالبية دبلوماسيها.
     المطلوب من الحكومة العراقية ابلاغ أمريكا بإصرارها على رحيل كافة القوات الأمريكية والطلب منها تقليص عديد سفارتها في العراق، ولو فعلت ذلك فستقدم الحكومة العراقية أعظم خدمة لشعبها والمنطقة، وتسدي صفعة لحكومة أمريكا جزاءً وفاقاً على ما اقترفته بحق العراق والعراقيين.
6 آب 2011م


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . حامد العطية
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/08/08



كتابة تعليق لموضوع : بالأمس تلقت أمريكا ثلاث صفعات فهل ستكون الرابعة من العراق؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net