صفحة الكاتب : عمار العامري

الشعائر الحسينية عنوان مظلومية الشيعة
عمار العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   إن أهم ما يجسد وجود الحق والدفاع عنه بوجه الظلم والظالمين؛ هو وجود الذائدين عنه, وبكل أوجه الدفاع السياسية والعسكرية والاجتماعية والثقافية, حتى تصل أحياناً لسفك الدماء وإزهاق الأنفس, وتقديم اعز ما يملك الإنسان, من اجل إحقاق الحق وأعلاه كلمته.

   لذا بات إلزاماً على المؤمنين بالقضية الحسينية, التمسك بإحياء الشعائر وإقامتها في عاشوراء الحسين "ع", ليس كونها تعد ممارسات شكلية لتأدية فروض معينة, بقدر أن الشعائر طقوس سنوية يراد منها إعلان أحقية أهل البيت "ع", والدفاع عن أهداف ثوراتهم حتى تحقيق ذلك: "يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا".

   وأيضا فيها تصديق لمقولة الإمام الحسين بكربلاء "ع": "إلا من ناصر ينصرني" وبما أن أهل البيت "ع" هم حملة الرسالة السماوية في هداية البشر, فإن إحياء الشعائر تظهر فيه النصرة وأعلا الحق, وتنفيذ لشعائره تعالى, التي ورد ذكرها في القران الكريم: "ذَٰلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ".

   وعليه لابد للمؤمنين بقضية الانتظار من الاطمئنان لما نقوم فيه من ممارسة الشعائر الحسينية, على أنها تعظيم للشعائر والطقوس الإلهية, ومن هذا المنطلق يعتقد المنتظرين لظهور الإمام المهدي المنتظر "عج" إن إحياء الشعائر هو تعظيم لأمر الله الوارد في أية التعظيم: "ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ".

   وكذا الإخلاص في نية الإحياء للشعائر يدخل في مورد تقوى القلب, واطمئنان لصحتها, وإظهار للسنن الإلهية في نصرة الحق والدفاع عنه, بوجه الظلم والظالمين, الذين شاعوا الفساد في البر والبحر, لذا كان إلزامناً على من يشعر بأن نصرة الحق لا تكتمل في الأرض, وترفع راية الحق إلا على يد ناصرها.

   لذا وجب تعظيم الشعائر الحسينية وإحيائها, بما يتناسب وحجم الظلم الذي لحق بأهل بيت العصمة "ع", وبقدر ما يستطيع الإنسان تقديمه لنصرة إمام زمانه, والتمهيد لنهضته لإنقاذ الإنسانية من هيمنة أهل الباطل, وسطوة الظلم والظالمين, كون الشعائر الحسينية ليس فقط وسيلة لتحقيق موارد الحق, وإنما اعتبارها هوية بارزة لأهل الانتظار.

   وعليه فأن قضية الإمام الحسين"ع"؛ وثورته لإصلاح الأمة لم تكتمل في تحقيق كل أهدافها, وإنما الإرادة الإلهية جعلت التحقيق والانتصار لا يكتمل إلا على يد الإمام المنتظر, وهكذا تعد الشعائر الحسينية هوية للمنتظرين لنصرة صاحب الأمر"عج", وتحقيق لأهداف الثورة الحسينية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/11



كتابة تعليق لموضوع : الشعائر الحسينية عنوان مظلومية الشيعة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net