المرجع صافي الكلبايكاني: ستبقى عاشوراء المدرسة الإنسانية الكبرى والمكتب الأمثل الأول

 کتب سماحة المرجع الديني آية الله الشيخ لطف الله صافي الكلبايكاني مقالا تحت عنوان “عظمة سيد الاحرار الامام الحسين” عليه السلام. فيما يلي نصه:

ليس على اللّه بمستنكر               أن يجمع العالم في واحد
أي و بحقه ليس ذلك منه تعالى بمستنكر، فهو الذي جمع العظمة و البطولة و المآثر والمفاخر الخالدة، وجمع الجلالة كلّها في الحسين عليه ‌السلام؛ حسين الحياة وحسين العزة والشهادة وحسين الإسلام، حسين القرآن وحسين الإيمان، حسين الغيرة والشجاعة، حسين الحرية والكرامة، والصبر والإستقامة؛ شهيد الشرف والإباء وإحقاق الحق، ونصرة الدين، وشهيد التضحية والجهاد في سبيل اللّه وإعلاء كلمته وإنقاذ الناس من عبادة الطواغيت و المستكبرين.
فقد بذل‌عليه السلام مهجته وأولاده الأعزاء وإخوته الكرام وصحبه العظام؛ رجالات الدين و أبطال الإيمان و شهداء الفضيلة والكرامة الإنسانية، حتى إستنقذ المسلمين من الجهالة ومن السقوط في درك الشقاء والشرك والكفر وحيرة الضلالة.
فصلوات اللّه و سلامه عليه وعلى أولاده وأهل بيته وأصحابه. فالحسين وأصحابه هم الذين قاموا بنصرة الإسلام والقرآن حينما كانا يستغيثان و يستنصران فلبّوا إستنصارهما حينما لم يلبّهما غيرهم؛ إمّا طمعاً بالجوائز والصِّلات والمناصب أو خوفاً من جلاوزة  بَني أمية. فالحسين لو لاه ما كنّا.
فالحسين هو الذي قام ولبّى ونادى وصاح ومخاطباً للدين: أنا لك و أنا للقرآن و أنا للمسلمين و المستضعفين، أنا الذي أدافع عن كيان التوحيد، أنا وأولادي وأهل بيتي وأصحابي المخلصين نذبّ عن الدين و ندافع عن دعوة سيّد المرسلين و ننقذ القرآن من أيدي الظالمين مسترخصين كل نفس و نفيس و لسان حال كل واحد منهم:
لبسوا القلوب على الدروع فاقبلوا                        يتهافتون على ذهاب الانفس
الله اكبر، اللّه اكبر. ثار الحسين عليه‌السلام، قام في هذا الوجود صارخاً مدافعاً عن الاسلام. قام في هذا الوجود مندداً بالطغيان: فلا معاوية ولا يزيد و لاغيرهما من الطواغيت؛ ولا استعباد ولا إستكبار وهو يقول: إني لا أرى الموت في سبيل اللّه إلّا شهادة و الحياة مع الظالمين إلّا برماً، وهيهات منّا الذلة. يأبى اللّه ذلك لنا والمؤمنون و حجور طابت وطهرت وأنوف حمية و نفوس ابية من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام و لسان حاله:
إن كان دين محمد لم يستقم       إلّا بقتلي يا سيوف خذيني
ونداؤه هذا سيظلّ في البشرية إلى يوم القيامة، و يهيب بالانسانية و يدعوها إلى القيم الخالدة و إلى الغيرة و العزّة، و سيبقى يوم عاشوراء في كل عام المدرسة الإنسانية الكبرى و المكتب الأمثل الأوّل و الحسين عليه السلام يتلو على الناس آيات القراءة: تَعَالَوا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَ بَيْنَكُمْ.
ويتلو أيضاً: لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ.
و يتلو أيضاً: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسَانِ وَ إِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَ يَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ الْبَغْيِ.
ويقرأ على الناس قوله تعالى: وَ لْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ.
ويتلو: قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَ بَنَاتِكَ وَ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ.
نعم، إنّ يوم عاشوراء يوم القرآن، و يوم العدل و التوحيد و يوم الدعوة إلى الحق و الدين الحنيف كما أنه يوم خذلان الظالمين وعزّة المؤمنين.
فسلام اللّه عليك يا أباعبداللّه وعلى أولادك و إخوتك و على أصحابك المستشهدين معك وعلى أنصارك من بعدك الذين يحيون ذكرك ويقيمون مآتمك وعلى كل الباذلين والقائمين والمشاركين بالشعائر الحسينية.
رزقنا اللّه و إياهم شفاعة الحسين و إدراك ثأره في يوم اللّه الأكبر يوم ظهور مولانا الإمام المنتظر والعدل المشتهر الحجة‌ بن الحسن العسكري عجل اللّه تعالى فرجه الشريف وآخر دعوانا أن الحمدللّه رب العالمين

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/10



كتابة تعليق لموضوع : المرجع صافي الكلبايكاني: ستبقى عاشوراء المدرسة الإنسانية الكبرى والمكتب الأمثل الأول
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net